في محاولة جديدة للنظام السوري ، وللإلتفاف على مطالب الجماهير السورية العظيمة ، يحاول هذا النظام حمل شعار الإصلاح الشامل في سوريا ، وقد شمل أول هذا الإصلاح إقالة الزميلة الصحفية سميرة المسالمة رئيسة تحرير صحيفة تشرين ، والذي جاء نتيجة حديثها لإحدى القنوات الفضائية عن ألأوضاع في بلدها الحبيب درعا والإنتهاكات التي تعرض لها المواطنين هناك على يد أجهزة الأمن السورية .
هذه الأسطوانة القديمة الذي استخدمها نظام زين العابدين بن على ونظام مُبارك ، أعتقد أنها لن تكون مُجدية مع الشعب العربي السوري ، الذي يُدرك أن هذا النظام لن يستطيع إجراء أي إصلاحات ، لأن أي إصلاحات يجب أن تشمل إزالة هذا النظام كاملاً ، لأن نظام حكم الشعب السوري البطل بالخوف والقتل لمدة أربعين عاماً لا يمكن أن يكون نزيهاً وعادلاً بعد اليوم .
ولأننا دعاه إصلاح شامل ، وإعطاء الكفاءات الوطنية والشعبية دورها في بناء الأوطان ، وتمكين الشباب من صناعة التاريخ ، فإنا نرى أن النظام السوري سيكون أكثر دكتاتورية في حال إعطاءه فرصه ثانية للتنفس ، وسيدفع الشعب السوري البطل الثمن الباهظ على مطالبه المشروعة بالتغيير ، وبالتالي فإن المستقبل سيكون عقيماً ، خاصة أن النظام السوري لا يؤمن بالمؤسسات المُنفتحة أو حرية الرأي والتعبير أو تغيير النظام السياسي القائم على النظام الطائفي .
ومع ذلك فإن التساؤل الذي يهمنا اليوم هو ، ما مصير عشرات الآلاف من المعتقلين العرب في السجون السورية ، ومئات المُعتقلين الفلسطينيين الموجودين لدى هذا النظام ، منذ سنوات وبدون أي محاكمات ، وهل سيشمل الإصلاح عمليات تطهير السجون من هؤلاء المُعتقلين ، أم سيقوم النظام السوري بعمليات تصفية وإخفاء لمئات الشباب الفلسطيني .
إننا ندق ناقوس الخطر ، ونقول بصراحة أن النظام السوري الذي يحمل العداء للشعب الفلسطيني وللثورة الفلسطينية ، وهو يتعامل مع القضية على أنها مسألة تصفية حسابات ، فقد آن الأوان لتفعيل هذا الملف بجدية ، ويجب وضع المؤسسات الحقوقية الدولية أما مسؤولياتها للإفراج عن المُعتقلين الفلسطينيين في السجون السورية السرية ، كما ندعوا أبناء شعبنا السوري المناضل ، طرح هذه القضية بجدية في عملية المُطالبة الشعبية والحراك الوطني الآن في سوريا .
مهيب النواتي ، إبراهيم حسين عبد العال ، شكري العوضي ، وغيرهم من أبناء شعبنا الفلسطيني مُختطفين منذ سنوات لدى الأمن السوري ، وهناك حالات تعذيب وانتهاك للإنسانية ولحقوقهم في هذه السجون العربية ، هذا النظام الذي يحمل شعار المُقاومة وحمايتها ، وفي نفس الوقت يختطف المناضلين وأبناء شعبنا الفلسطيني ، ليس لأي تهمه بل لأنهم فلسطينيين .
تحية لشعبنا السوري العظيم ، الذي أصبح مصمماً على التغيير من أجل مستقبل أفضل ، تكون فيه أمتنا العربية أقوى وصاحبة قرار في هذا العالم ، هذه الأمة التي ضعفت بفعل وجود هذه القيادات والزعامات التي لا يهمها سوى الحفاظ على الكرسي ، على حساب دماء ومعاناة الشعوب العربية المقهورة .
يسقط الظلم
يسقط الاستعباد
نعم للحرية
الحرية كل الحرية لاسرانا بسجون الظلم بسوريا
raid2001