أقدار..
في باطن قريتنا عرافه تدعي اقدار
تقرأفي الغيب وتعرف كل الاسرار
تكتب تعاويذ ناريه..بالقلم الاحمر
لون الجن ولون الدم ولون النار
احجبة مثل خيوط السحر
ترد الغائب والضائع
وتخرج من بين سواد الليل خيوط نهار
أقدار..
تكتب احجبة ناريه.. لمس الجن
ومس العشق لما يزأر كالأعصار
أحجبة من بلسم
للمجنون وللمحزون وللمسكون وللثوار
أحجبة تطفئ نار المحترقين
مثل المطر لما يهطل في قلب النار
أقدار
تدخل قلب البحر بدون شراع
تضرب بعصاها الحجر فتنطق كل الاحجار
تأمر كل ملوك الجن اذا شاءت
وتستدعي العفريت من قلب النار
تبحر في قاع الفنجان وتفك رموز خطوط الكف وتدق الزار
حين تنادي الأسياد
يهرب من جسد الأنسان.. ملوك الجن وكل السفلة والفجار
ويعود الانسان سعيدا يمشي في دنيا الأحرار
أقدار..
تتمتم بكلام مثل الجمر..وتهوي بكلام كالأمطار
وتتلو ايات مثل النسمات وتلوك كلام مثل النار
تحبس عفريتا في المصباح
وتضرب بعصاها عفريت، ولديها جيش جرار
جيش يسكن كل نجوم الكون ويسكن كل الأقمار
أقدار..
تجوب الأرض في البلوره..في طلعات مسحوره
وتجوب جميع الأكوان
جاءت من زمن مجهول تداوي الجرح وتقتسم الرغيف المر
وتهزم جيش الاحزان
وترسل كل المحزونين ، في بعثات للنسيان
جاءت لأرض الأشجان
أرض يشرب فيها الأنسان ...دمع الأنسان
أقدار..
امرأة ناريه تضرب بالودع وتوشوش كل الأصداف
فيأتيها ماض الأنسان
عند الحب وعند الحزن وحين يخاف
تستدعي الماضي والحاضر
تتدلي في سرداب النفس البشريه
تهبط في عقل الأنسان بصواريخ سحريه
تكتشف طرقا مفتوحه وطرق اخري مسدوده
تنقح اماني احياء واماني اخري موؤده
تعرف امالا بغي الحصر وامال اخري معدوده
تفهم اشياء مرخيه واشياء اخري مشدوده
تعرف اسرار مطموسه في قاع العقل
وتعرف احزانا ممدوده
بطول العمر وعمق الصدر
أقدار..
عرافة قريتنا امرأة في سن التسعين..عيناها مثل النار
ويدادها مثل المجداف ولها رأس مثل الكرة الأرضيه
وأذن مثل الفخ... وصوت مثل الأنذار
لها نبرات في صوت ملتهب يتفجر حمما كمثل حمم الاعصار
يقول اهالي قريتنا
بأن العرافة تسكن في كهف مهجور
في الجبل العالي عند حدود القرية في واد مسحور
تنبت فيه شجيرات الصبار مثل البللور
توقد من طيات الثلج النار وتجلي بالنار صدور
يقول الناس عن العرافة حكايات سحريه
رجل يتسربل بالأوهام ردته ..وعدو غادر
وشاب مقلي بالالام داوته..وامرأة عاقر
وضعيف يبغي سلطانا اعطته..وصبي شاعر
ورجل مولود بزجاجة خمر فطمته..وشاب داعر
وامرأة تعشق بحارا ردته..وزوج هاجر
وصبيه تتمني فارس وطرحة عرس وبيت عامر
وشاعر مجنون محزون مسكون ساهر
وانا انسان مهزوم في دنيا الأنسان
جربت في الحرب كل السيوف،وعدت مع الليل كهلا هزيلا
مهزوم مأزوم مهموم
أنا فارس لهلب الدنيا معارك وانهزم
انا العذاب
ابدا ما ذاب.. الا بكؤوس الأنين والكابه والهزيمه والسأم
جنودي خانوا وأرض المعارك صارت سحابا..ضبابا ودم
بقاياي فوق سيوف الأعادي وروحي حيري فوق الهرم
أكربين اماني التحدي افر فوق دموع الندم
جنودي خانوا وكل حلفي نكثوا اليمين
وحيدا شريد طريدا اطير فوق رياح العدم
يا سيدتي العرافه
احساس مجهول يتملكني يتكئ علي صدري احيانا
يبرق في عيني احيانا ،جاثم في صدري كل الأحيان
احساس يشعرني اني احيا كالملهوف
يجعل انفاسي مرثيه ..ترنيمة حزن ولحن معزوف
يجعل دقات القلب بقاع الصدر ..دقات دفوف
اني انسان
شعور القاني كلمه علي شفتي الأحزان
اني انسان
لم اعرف دائي سيدتي
لم اعرف ابد،ابدا ابدا قبل اليوم كيف يعيش الأنسان مكمود مقهور
أو يشعر بأن عيونه احداها ترسل أمطارا.. والأخري شئ محرور
أشعر أحيانا في قلبي شئ منثور
لم أعرف أبد سيدتي
،ابدا ابدا قبل اليوم، بأن العلم تنكر يوما للمسحور
أو أن ابواب مقفوله في وجه العلم او شئ محظور
لا اعرف ماذا في صدري يحبو
وكيف يجئ علي قلبي طوفان البحر
وكيف تغازل أوردتي ادوية الصبر
وكيف تصير الجنة في الأرض لهيبا
ويصير العمر الامن مارد قهر
وعمكري احيانا يمشي انسانا
واحيانا ياتي شيطانا فبئس العمر.. بئس العمر
لم اعرف يوما سيدتي كيف تذوب النظرة في الأاجفان
وكيف يسير العقل الي النسيان فتقطعه ايدي النسيان
ويكأن القلب الضاحك يصبح عميلا لحوانيت الأحزان
كيف يكون القلب الباسم مضخة أهات
تسري بعروقي صرخات وصدي صرخات
ويعود صداها في اذني مسموعا نداء الاموات
لم اعرف ابدا سيدتي ..ابد ابد قبل اليوم
من السجان ومن المسجون
كلماتي سجن في شفتي أم شفتي تسجن في الكلمات
فصار الحب نبي مصلوب وسرق اللصوص كل المعجزات
لم اعرف ابدا سيدتي،ابدا ابدا قبل اليوم
لماذا انظر في كفي فأري الحب مثل المارد
يخرج احيانا من كفي مارد جبار
يخرج احيانا من صدري عصفور شارد
يخرج احيانا من عيني مثل الأنهار
يخرج احيانا من يأسي كالموج البارد
يخرج احيانا من شفتي مثل الأعصار
يخرج احيانا من حلمي محال وارد
يخرج احيانا من صمتي صمت الثوار
البقية تأتي تباعا ان شاء الله عز وجل