الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَمَازِلْنَا نُتَابِعُ الْاِجَابَةَ عَنِ الشُّبْهَةِ الَّتِي اَثَارَتْهَا قَنَاةُ الْكَرْمَةِ الْمَسِيحِيَّةِ الْحَاقِدَةِ عَلَى الْاِسْلَامِ الَّذِي ظَلَمَ الْمَرْاَةَ بِزْعَمِهَا فِيمَا اَجَابَ مَشَايِخُنَا الْمُوَالُونَ عَلَيْهِ مِنْ قَضِيَّةِ الشَّهَادَةِ عَلَى التَّدَايُنِ بِرَجُلٍ وَامْرَاَتَيْنِ: وَنُجِيبُ نَحْنُ الْمَشَايِخَ الْمُعَارِضِينَ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَةِ عَلَى مَاظَلَمَ الْاِسْلَامُ الْمَرْاَةَ بِزَعْمِ الْمُهَرْطِقِينَ الْمُجَدِّفِينَ النَّوَاعِقِ النِّيقِيِّينَ النَّوَاقِيسِ الصُّلْبَانِ فِي قَضِيَّةِ مِيرَاثِ الْمَرْاَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْاُنْثَيَيْنِ( وَلَوْ اَنَّهُمْ اَتْفَهُ مِنْ اَنْ نُجِيبَ عَلَيْهِمْ: نعم ايها الاخوة: يَقُولُ هَؤُلَاءِ الْمَغْرُورُونَ بِشِرْكِهِمْ: كَانَ مِنَ الْمَفْرُوضِ اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ مُسَاوَاةٌ بَيْنَ الرّجُلِ وَالْمَرْاَةِ فِي قَضِيَّةِ الْمِيرَاثِ: وَلَكِنَّ الْاِسْلَامَ يَاْبَى اِلَّا اَنْ تُوجَدَ الْفَوَارِقُ الطَّبَقِيَّةُ وَلَوْ بَيْنَ الْاَسْيَادِ وَالْعَبِيدِ: وَلَوْ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ: بَلْ وَلَوْ بَيْنَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ: وَالْعَيْنَيْنِ وَالْحَاجِبَيْنِ: وَالْاُذُنَيْنِ وَالشَّفَتَيْنِ وَالْفَكَّيْنِ وَالْخُصْيَتَيْنِ: اِلَى مَاهُنَالِكَ مِنْ جِسْمِ الْاِنْسَان: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ الْعَدْلَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ: لَايَتَحَقَّقُ بِالْمُسَاوَاةِ اِلَّا نَادِراً: وَاَمَّا فِي اَكْثَرِ الْاَحْيَانِ وَفِي الْغَالِبِ: فَاِنَّ الْعَدْلَ يَتَحَقَّقُ بِعَدَمِ الْمُسَاوَاةِ: نعم ايها الاخوة: لَكِنْ هَلْ تَحَقَّقَ الْعَدْلُ بِالْمُسَاوَاةِ فِي التَّارِيخِ الصَّلِيبِيِّ الْاَسْوَدِ الْغَارِقِ بِالدِّمَاءِ الْبَرِيئَةِ اَكْثَرَ بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً مِنْ غَرَقِهِ فِي دِمَاءِ مَنْ يَسْتَحِقُّ هَدْرَهَا وَسَفْكَهَا: هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: فَحِينَمَا رَفَعَتِ الثَّوْرَةُ الصَّلِيبِيَّةُ الْفَرَنْسِيَّةُ شِعَار: حُرِّيَّة: مُسَاوَاة: اِخَاء: مَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَة؟ وَحِينَمَا رَفَعَتِ الثَّوْرَةُ الشُّيُوعِيَّةُ الصَّلِيبِيَّةُ الْبَلْشَفِيَّةُ الْقَذِرَةُ الْعَفِنَةُ نَفْسَ الشِّعَارِ مَاذَا كَانَتِ النَّتِيجَةُ اَيْضاً: لَقَدْ فَعَلُوا كَمَا يَفْعَلُ بَشَّارُ فِي اَيَّامِنَا تَمَاماً حِينَمَا يَتَّهِمُ النَّاسَ بِالْاِرْهَابِ عَلَى الْهَوِيَّةِ قَبْلَ اَنْ يَقُومَ بِقَتْلِهِمْ عَلَى الْهَوِيَّةِ اَيْضاً: وَلَكِنَّ الْاَحْمَقَ الْغَبِيَّ بَشَّارَ الَّذِي يَقُولُ عَنْ شَعْبِهِ اَنَّهُمْ جَرَاثِيمُ: جَهِلَ اَنَّ الْاِفْرَاطَ فِي مُكَافَحَةِ مَايُسَمِّيهِ اِرْهَابَ الْجَرَاثِيمِ الضَّارَّةِ: يُؤَدِّي اَيْضاً اِلَى مُكَافَحَةِ جِيرَانِهَا مِنَ الْجَرَاثِيمِ وَالْبَكْتِيرْيَا النَّافِعَةِ وَالْقَضَاءِ عَلَيْهَا: فَلَايَبْقَى لِبَشَّارَ شَيْءٌ يَنْفَعُهُ اَبَداً: فَهَلْ مِنْ اَجْلِ دُبٍّ مُتَوَحِّشٍ قَاطِعِ طَرِيقٍ يُرْهِبُ النَّاسَ وَيَقُومُ بِالتَّرَبُّصِ لَهُمْ عَلَى الطُّرُقَاتِ وَافْتِرَاسِهِمْ كَمَا تَفْعَلُ الْقَنَّاصَةُ: فَهَلْ مِنَ الْحِكْمَةِ اَنْ نَقُومَ بِاِحْرَاقِ غَابَةٍ بِاَكْمَلِهَا: فَاِذَا كَانَ هَذَا لَايَتَّفِقُ مَعَ مَنْطِقِ الْوُحُوشِ الْمُفْتَرِسَةِ فِي غَابَتِهَا الَّتِي تَاْوِي اِلَيْهَا وَتَحْتَمِي بِهَا: فَكَيْفَ يَتَّفِقُ مَعَ مَنْطِقِ الضُّعَفَاءِ وَالْاَبْرِيَاءِ الَّذِينَ لَاحَوْلَ لَهُمْ وَلَاقُوَّةَ مِنَ الْبَشَرِ لِيُدَمِّرَ بَشَّارُ الْحَجَرَ وَالشَّجَرَ فَوْقَ رُؤُوسِهِمْ: قَاوِمُوا اَيُّهَا الْاِخْوَةُ فِي الْمُعَارَضَةِ: فَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ: لَيْسَ لَكُمْ اِلَّا الْمُقَاوَمَةُ لِوَحْشٍ اَسَدِيٍّ بَشَرِيٍّ مُجْرِمٍ قَلْبُهُ اَقْسَى مِنْ قَلْبِ حَيَوَانِ الْوَحْشِ: بَلْ اِنَّ الْحَيَوَانَ الْوَحْشَ رَحِمَ الْحَيَوَانَ الصَّغِيرَ بَعْدَ اَنْ قَتَلَ اُمَّهُ كَمَا ظَهَرَ ذَلِكَ جَلِيّاً وَاضِحاً فِي وَثَائِقِيَّاتِ يُوتْيُوب: نعم ايها الاخوة: لَقَدْ غَرِقَتِ الْبَشَرِيَّةُ بِدِمَائِهَا الَّتِي اَهْدَرُوهَا حِينَمَا اَعْدَمُوا الْمَلَايِينَ مِنْ دُونِ مُحَاكَمَةٍ تَحْتَ شِعَارِ هَذِهِ الْمُسَاوَاةِ الَّتِي يَتَشَدَّقُونَ بِهَا مُتَّهِمِينَ الْاِسْلَامَ ظُلْماً وَعُدْوَاناً بِاِلْغَائِهَا: وَيَالَيْتَهُمْ قَامُوا بِعَمَلِ مَحَاكِمِ التَّفْتِيشِ الصَّلِيبِيَّةِ الْمُجْرِمَةِ الْحَقِيرَةِ الَّتِي حَصَلَتْ فِي الْاَنْدَلُسِ: بَلْ اَعْدَمُوا الْمَلَايِينَ بِدَمٍ بَارِدٍ وَمِنْ دُونِ مُحَاكَمَةٍ: فَاَيْنَ هَذِهِ الْمُسَاوَاةُ الَّتِي يَتَشَدَّقُونَ بِهَا: لَقَدْ ظَلَّتْ حِبْراً عَلَى وَرَقٍ فِي التَّارِيخِ الصَّلِيبِيِّ الْقَذِرِ الْاَسْوَدِ مِنْ اَلِفِهِ اِلَى يَائِهِ: حِينَمَا كَانَ الْاِسْلَامُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ يُنَادِي بِالْاِيثَارِ زِيَادَةً عَلَى الْمُسَاوَاةِ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْاَنْصَارِ: حِينَمَا سَجَّلَهَا لَهُمْ سُبْحَانَهُ فِي سِجِلَّاتِ التَّشْرِيفِ فِي قُرْآَنٍ خَالِدٍ اِلَى اَبَدِ الْآَبِدِينَ مَهْمَا تَطَاوَلَ عَلَيْهِمْ مَنْ تَطَاوَلَ مِنَ الْاَقْذَارِ الْاَذْنَابِ الَّذِينَ يَزْعُمُونَ اَنَّهُمْ شِيعَةُ اَهْلِ الْبَيْتِ مُتَجَاهِلِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَيُؤْثِرُونَ عَلَى اَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَاُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون(فَمَهْمَا كَانَتْ اَنْفُسُكُمْ شَحِيحَةً فِي حَبِّهِمْ وَسَخِيَّةً فِي بُغْضِهِمْ وَالتَّطَاوُلِ عَلَيْهِمْ: فَاِنَّ اللهَ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ رَغْماً عَنْكُمْ: فَمُوتُوا بِغَيْظِكُمْ{فَمَثَلُهُمْ فِي الْاِنْجِيلِ(فِي اِنْجِيلِ مَنْ تُوَالُونَهُمْ عَلَى عَدَاوَةِ الْمُسْلِمِينَ{كَزَرْعٍ اَخْرَجَ شَطْاَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لَيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَاَجْراً عَظِيماً( وَمِمَّنْ سَتَغْتَاظُونَ اَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ اِنْ لَمْ تَغْتَاظُوا مِنْ اَمْثَالِ اَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَطَلْحَةَ وَالزُّبَيْر: هَلْ سَتَغْتَاظُونَ مِنْ صَحَابَةِ عَلِيٍّ الَّذِينَ تُقَدِّسُونَهُمْ اَيُّهَا الْمُنَافِقُون: وَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ لَايَغْتَاظُ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ الَّذِينَ مَعَهُ كَمَا ذَكَرَتِ الْآَيَةُ اِلَّا كَافِرٌ وَاِلَّا فَلَا مَعْنَى لِهَذِهِ الْآَيَةِ اِنْ كَانَتْ قَدْ نَزَلَتْ فِي صَحَابَةِ عَلِيٍّ وَحْدَهُمْ وَلَمْ تَنْزِلْ فِي صَحَابَةِ ابْنِ عَمِّهِ رَسُولِ اللهِ: بَلْ اِنَّهَا شَمِلَتْهُمْ جَمِيعَهُمْ وَاِلَّا فَاِنَّهَا نَزَلَتْ عَبَثاً وَتَعَالَى اللهُ عَنْ عَبَثِكُمْ اَيُّهَا الظَّالِمُونَ بِآَيَاتِ اللهِ نَسْاَلُ اللهَ اَلَّا تَمُوتُوا اِلَّا مِنْ شِدَّةِ الْغَيْظِ: وَاَنْ يُعَجِّلَ بِظُهُورِ الْمَسِيحِ الْمُخَلِّصِ الَّذِي سَيَقْتُلُ رَاْسَ الْحَيَّةِ الْاَعْوَرَ الدَّجَّالَ مَهْدِيَّ الشِّيعَةِ وَيَقْطَعَ الْيَدَ الْيُمْنَى لِاَوْلَادِ الْاَفَاعِي مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ شِيعَةَ الشَّيْطَانِ الْحَاقِدِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ لِلْحَرْبِ عَلَى الْاِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِين:وَمِنَ الْمَعْلُومِ لَدَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ الْغَيْظَ مِنْ صَحَابَةِ عَلِيٍّ تَوَقَّفَ مُنْذُ عَهْدِ الْخَلِيفَةِ الرَّاشِدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز: وَاَمَّا الْغَيْظُ مِنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ فَلَمْ يَتَوَقَّفْ حَتَّى اَيَّامِنَا هَذِهِ: بَلْ مَازَالَ مُسْتَمِرّاً: وَمَا زَالَ مَعَهُ اَيْضاً قُرْآَنٌ مُسْتَمِرٌّ يُتْلَى اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ لَمْ يَتَغَيَّرْ وَلَمْ يَتَبَدَّلْ فِي حَدِيثِهِ عَنْ صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ وَعَنْ صَحَابَةِ عَلِيٍّ بِقَوْلِهِ{وَنَزَعْنَا مَافِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ اِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ{ وَمَثَلُهُمْ فِي الْاِنْجِيلِ كَزَرْعٍ اَخْرَجَ شَطْاَهُ(اَيْ كَشِرْشٍ ضَعِيفٍ فِي بَاطِنِ الْاَرْضِ{اَخْرَجَ شَطْاَهُ(اَيْ اَخْرَجَ مِنْهُ فَرْعاً ضَعِيفاً لِيَنْمُوَ شَيْئاً فَشَيْئاً وَرُبَّمَا يَكُونُ هَذَا اِشَارَةً اِلَى الزَّرْعِ الَّذِي اَخْرَجَ شَطْاَهُ فِي مَكَّةَ عِنْدَمَا خَرَجَ الْاِسْلَامُ مِنْهَا ضَعِيفاً وَبَدَاَ يَنْمُو شَيْئاً فَشَيْئاً وَمَازَالَ ضَعِيفاً{فَآَزَرَهُ(اَيْ عَاوَنَ هَذَا الشِّرْشُ فَرْعَهُ الَّذِي زَخَفَ مِنْهُ وَعَاضَدَهُ وَسَاعَدَهُ عَلَى النُّمُوِّ بِالْغِذَاءِ مِنَ التَّرَابِ فِي بَاطِنِ الْاَرْضِ وَمُكَمِّلَاتِهِ الْغِذَائِيَّةِ وَهِيَ الْمَاءُ وَرُبَّمَا يَكُونُ هَذَا اِشَارَةً اِلَى الْاَنْصَارِيِّ الَّذِي عَاوَنَ الْمُهَاجِرَ اِلَى الْمَدِينَةِ لَيَجِدَ فِيهَا مُتَنَفَّساً{فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ(اَيْ كَبُرَ شَيْئاً فَشَيْئاً حَتَّى اَصْبَحَ جَذْعاً غَلِيظاً لِشَجَرَةٍ كَبِيرَةٍ يَخْرُجُ مِنْهُ فُرُوعٌ ضَعِيفَةٌ بَعْدَ اَنْ كَانَ فَرْعاً ضَعِيفاً نَبَتَ مِنْ ِشِرْشٍ ضَعِيفٍ فِي بَاطِنِ الْاَرْضِ: وَرُبَّمَا يَكُونُ هَذَا اِشَارَةً اِلَى الصَّحَابِيِّ الَّذِي يَسْتَوِي عَلَى سُوقِهِ اَيْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَيَعُودُ اِلَى صَوَابِهِ وَرُشْدِهِ بَعْدَ اسْتِغْلَاظِهِ عَلَى اَخِيهِ الصَّحَابِيِّ الْآَخَرِ بِسَيْفٍ اَوْ غِلٍّ: فَاِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ يَعُودُ اِلَى مَوَدَّتِهِ وَصَفَاءِ قَلْبِهِ وَلَوْ اَكَلَ الْغِلُّ قَلْبَهُ: فَاِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ يَدُوسُ بِالْاِيمَانِ الْاَخَوِيِّ عَلَى قَلْبِهِ مَهْمَا كَانَ غَلِيظَ الْقَلْبِ كَذَلِكَ الزَّرْعِ الَّذِي كَانَ وَمَازَالَ يَاْكُلُ بَعْضُهُ بَعْضاً بِالْغِذَاءِ اِنْ لَمْ يَجِدْ مَايَاْكُلُهُ بِالْمَاءِ: وَالْمَاءُ ايها الاخوة هُوَ رَسُولُ اللهِ حَيَاةُ الْقُلُوبِ الَّذِي مَاتَ وَاَحْدَثَ مَوْتُهُ صَدْمَةً كُبْرَى فِي قُلُوبِ الصَّحَابَةِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَتَخَبُّطاً فِي بَعْضِ تَصَرُّفَاتِهِمْ: وَلَاتَعْجَبْ مِنْ ذَلِكَ اَخِي فَقَدْ اَحْدَثَ غِيَابُ مُوسَى عَنْ بَنِي اِسْرَائِيلَ وَهُوَ مَازَالَ حَيّاً لَمْ يَمُتْ بَعْدُ تَخَبُّطاً كَبِيراً فِي تَصَرُّفَاتِهِمْ حِينَمَا عَبَدُوا الْعِجْلَ فِي غِيَابِهِ حِينَمَا ذَهَبَ لِلِقَاءِ رَبِّهِ ثُمَّ رَجَعَ اِلَيْهِمْ {غَضْبَانَ اَسِفاً وَاَلْقَى الْاَلْوَاحَ وَاَخَذَ بِرَاْسِ اَخِيهِ يَجُرُّهُ اِلَيْهِ{وَاِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ اِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ اَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا اِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا اَنْفُسَكُمْ(وَمَعَ ذَلِكَ اعْتَبَرَهَا بَنُو اِسْرَائِيلَ صَفْحةً سَوْدَاءَ وَانْطَوَتْ مِنْ حَيَاتِهِمْ{وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ اِلَّا اَيَّاماً مَعْدُودَة(وَهِيَ الْمُدَّةُ الَّتِي عَبَدَ فِيهَا آَبَاؤُهُمُ الْعِجْلَ: وَلَمْ نَسْمَعْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ طَعْناً وَلَا لَعْناً مِنْ بَنِي اِسْرَائِيلَ عَلَى اَصْحَابِ مُوسَى الَّذِينَ عَبَدُوا الْعِجْلَ وَهِيَ جَرِيمَةٌ اَكْبَرُ مِنَ الْجَرِيمَةِ الَّتِي يَزْعُمُهَا الشِّيعَةُ فِي ظُلْمِ الصَّحَابَةِ لِاَهْلِ الْبَيْتِ بِدَلِيل{اِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم{وَالْفِتْنَةُ اَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ( هَكَذَا اَطْلَقَ اللهُ كَلِمَةَ الْقَتْلِ وَلَمْ يُخَصِّصْهَا مِنْ اَجْلِ اَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مَهْمَا عَظُمْ شَاْنُهُ اَوْ حَقُرَ: وَلَمْ يُخَصِّصْ سُبْحَانَهُ اَيْضاً قَتْلَ الْحُسَيْنِ وَلَاقَتْلَ اَحَدٍ مِنْ اَهْلِ الْبَيْتِ فِي آَيَةٍ وَاحِدَةٍ فِي الْقُرْآَنِ: وَنَحْنُ نَتَحَدَّى الشِّيعَةَ اَنْ يَاْتُوا لَنَا بِآَيَةٍ وَاحِدَةٍ اَوْ اَثَرٍ وَلَوْ ضَعِيفٍ يَدُلُّ عَلَى اَنْ فِتْنَةَ قَتْلِ الْحُسَيْنِ اَكْبَرُ مِنْ فِتْنَةِ الشِّرْكِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ اَوِ الَّذِي غَيْرُهُمْ مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ: بَلْ اِنَّ الشِّيعَة يَفْتِنُونَ النَّاسَ لِيُبْعِدُوهُمْ عَنِ الْاِسْلَامِ الْحَقِيقِيِّ خِدْمَةً لِاَجِنْدَاتٍ يَهُودِيَّةٍ صَلِيبِيَّةٍ صَفَوِيَّةٍ بِفِتْنَتَيْنِ اَحْلَاهُمَا مُرُّ وَهُمَا اَوّلاً فِتْنَةُ الشِّرْكِ الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ وَهِيَ الْاَخْطَرُ: ثَانِياً فِتْنَةُ قَتْلِ الْحُسَيْنِ: وَهُنَا لَابُدَّ مِنْ مُلَاحَظَةٍ وَوَقْفَةٍ مُهِمَّةٍ جِدّاً اَيْضاً: فَهَلْ شَعَرْتُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ الشِّيعَةَ انْتَقَدُوا يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ مَاعَلَيْهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى مِنْ شِرْكٍ عَظِيم: اَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ مُسْتَلْزَمَاتِ دِينِهِمُ الَّتِي لَايَسْتَطِيعُونَ الِاسْتِغْنَاءَ عَنْهَا: اَلَيْسَ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ فِي دِينِهِمْ: طَيِّبْ اِنْ كَانَ هَذَا مَعْلُوماً فِي دِينِهِمْ طَيِّبْ لِمَاذَا لَايُعْلِمُونَهُ لِلنَّاسِ جَمِيعاً: طَيِّبْ اَجِّلُوا الْجَوَابَ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ لِتُجِيبُونَا اَوّلاً عَنْ سُؤَالٍ آَخَرَ: هَلْ شَعَرْتُمْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَنَّهُمُ انْتَقَدُوا مَاعَلَيْهِ الْمُتَصَوِّفَةُ اَوِ الشِّيعَةُ الْبَاطِنِيَّةُ بِطَوَائِفِهَا الثَّلَاثِ مِنْ شِرْكٍ عَظِيم: طَيِّبْ اَجِّلُوا الْآَنَ الْجَوَابَ عَلَى هَذَا السُّؤَالِ لِتُجِيبُونَا عَنْ سُؤَالٍ آَخَرَ اَيْضاً: هَلْ شَعَرْتُمْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَنَّهُمُ انْتَقَدُوا عَلَى فَضَائِيَّاتِهِمْ وَوَسَائِلِ اِعْلَامِهِمْ مَاعَلَيْهِ الْبُوذِيُّونَ مِنْ شِرْكٍ عَظِيمٍ: طَبْعاً لَنْ تُلَاحِظُوا ذَلِكَ كُلَّهُ اَبَداً اِلَّا عِنْدَ اَهْلِ السُّنَّةِ: مِمَّا يَدُلُّ وَبِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ عَلَى اَنَّ دِينَ الشِّيعَةِ لَيْسَ بِالدِّينِ الْحَقِّ الَّذِي نَزَلَ مِنْ عِنْدِ اللهِ اَكْثَرُهُ اِنْ لَمْ يَكُنْ كُلُّهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِذْ اَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ اُوتُوا الْكِتَابَ(تَوْرَاةً وَاِنْجِيلاً وَقُرْآَناً{ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَاتَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُون(وَهُنَا نُرِيدُ اَنْ نَسْاَلَ الشِّيعَةَ سُؤَالاً: هَلْ تَنْفَعُ التَّقِيَّةُ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ: فَلَوْ كَانَ الْعَمَلُ بِالتَّقِيَّةِ فِي هَذِهِ الْآَيَةِ يُنْجِي صَاحِبَهُ مِنْ عَذَابِ الْجَحِيمِ: لِمَاذَا ذَكَرَ اللهُ هَؤُلَاءِ اِذاً فِي مَعْرِضِ الذَّمِّ وَلَمْ يَذْكُرْهُمْ فِي مَعْرِضِ الْمَدِيحِ وَالثَّنَاء... نعم ايها الاخوة: وَمَعَ ذَلِكَ كَمَا ذَكَرْنَا اعْتَبَرَهَا بَنُو اِسْرَائِيلَ صَفْحَةً سَوْدَاءَ وَانْطَوَتْ مِنْ حَيَاتِهِمْ وَذَهَبَتْ اِلَى الْاَبَدِ وَلَكِنَّهَا لَمْ تَذْهَبْ مِنْ قُلُوبِ الشِّيعَةِ السَّوْدَاءِ اَبَداً عَلَى صَحَابَةِ رَسُول ِاللهِ: فَهَلْ قُلُوبُ الْيَهُودِ الْبَيْضَاءُ عَلَى صَحَابَةِ مُوسَى اَرْحَمُ مِنْ قُلُوبِ الشِّيعَةِ السَّوْدَاءِ عَلَى صَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ: لَابَيَّضَ اللهُ وُجُوهَهُمْ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوه {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ(وَهُمْ اَهْلُ السُّنَّةِ الَّذِينَ يُحِبَّونَ اَنْ يَزْرَعُوا بِذْرَةَ الْحُبِّ الدَّائِمِ مَهْمَا اعْتَرَاهَا مِنْ مُنَغِّصَاتٍ وَآَلَامٍ فِي بَطْنِ الْاُمِّ وَفِي بَوَاطِنِ الْقُلُوبِ الَّتِي لَاتُتْقِنُ الْحُبَّ وَلَكِنَّهَا اَيْضاً لَاتُتْقِنُ الْحِقْدَ وَالْكَرَاهِيَةَ الدَّائِمَةَ وَلَاتُحِبُّ زِرَاعَتَهَا فِي قُلُوبِهَا وَهُمُ الَّذِينَ طَوَوْا جَمِيعَ الصَّفَحَاتِ السَّوْدَاءِ فِي تَارِيخِنَا الْاِسْلَامِيِّ حِينَمَا قَالُوا طَهَّرَ اللهُ سُيُوفَنَا مِنْ قَتْلِهِمْ فَلِمَاذَا لَانُطَهِّرُ اَلْسِنَتَنَا{ لَيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ( اَيْ لَيَغِيظَ اللهُ الْكُفَّارَ بِهَؤُلَاِء الصَّحَابَةِ الْاَبْرَارِ حِينَمَا نَزَعَ اللهُ مُنْذُ الْاَزَلِ فِي قُرْآَنٍ كَرِيمٍ {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ لَايَمَسُّهُ اِلَّا الْمُطَهَّرُونَ( وَلَاتَسْتَطِيعُ اَلْسِنَةُ الشِّيعَةِ الْقَذِرَةِ اَنْ تَصِلَ اِلَيْهِ وَلَا اَنْ تَطَالَهُ وَلَا اَنْ تُنَجِّسَهُ بِقَذَارَاتِهَا: مَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ غِلٍّ وَجَعَلَهُمْ اِخْوَاناً مُتَقَابِلِينَ لَايُعْطِي اَحَدُهُمْ ظَهْرَهُ لِلْآَخَرِ وَلَاسَيْفَهُ وَلَايُجَافِيهِ: نعم اخي: وَالْكُفَّارُ هُمْ شِيعَةُ الشَّيْطَانِ اَعْدَاءُ الصَّحَابَةِ وَالْاَزْوَاج: فَلَمْ يَنْزِعْ سُبْحَانَهُ مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ عَلَيْهِمْ وَلَا عَلَى دِينِ الْاِسْلَامِ لِمَاذَا{لِاَنَّ اللهَ لَايُغَيِّرُ مَابِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَابِاَنْفُسِهِمْ(وَهَؤُلَاءِ لَمْ يُغَيِّرُوا مَابِاَنْفُسِهِمْ مِنْ غِلٍّ وَضَغِينَةٍ تِجَاهَ الصَّحَابَةِ وَالْاَزْوَاجِ: بَلْ اَبَى اللهُ اِلَّا اَنْ يَجْعَلَ صُدُورَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ دَائِماً تَغْلِي حَتَّى الْمَوْتِ غِلّاً وَحِقْداً وَضَغِينَةً وَغَيْظاً وَكَرَاهِيَةً لِاَوْلِيَاءِ اللهِ وَهُمْ صَحَابَةُ رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجُهُ:مُتَجَاهِلِينَ لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيّاً فَقَدْ آَذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ: اَيْ فَقَدْ اَعْلَنْتُ عَلَيْهِ الْحَرْبَ(نَرْجُو مِنْ آَلِ سُعُودَ اَنْ يُعِيدُوا مَوْقِفَهُمْ مِنْ تَصْنِيفِ الِاتِّحَادِ الْعَالَمِيِّ لِعُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي قَائِمَةِ الْاِرْهَابِ؟ خَوْفاً مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ الْقُدْسِيِّ اَنْ يُصِيبَهُمْ شَرُّهُ: فَهَؤُلَاءِ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِهِمْ: فَهُمْ عُلَمَاءُ وَرَثَةُ اَنْبِيَاءٍ: وَهُمْ بَشَرٌ يُصِيبُونَ وَيُخْطِئُونَ: وَلَيْسُوا مَعْصُومِينَ كَالْاَنْبِيَاءِ: وَاَمَّا اَنْ نَفْعَلَ ذَلِكَ التَّصْنِيفَ مِنَ الْخِزْيِ وَالْعَارِ اِرْضَاءً لِلصُّلْبَانِ الْخَنَازِيرِ وَاِخْوَانِهِمْ مِنْ اَبْنَاءِ الْقُرُودِ الصَّفَوِيِّينَ وَاِخْوَانِهِمْ مِنْ اَحْفَادِ الْقُرُودِ الْيَهُودِ: فَقَدْ حَذَّرَنَا اللهُ تَحْذِيراً شَدِيدَ اللَّهْجَةِ مِنْ وَلَايَة هَؤُلَاءِ الْقُرُودِ وَالْخَنَازِيرِ دُونَ وَلَايَةِ هَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ الْمُؤْمِنِينَ قَائِلاً {يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَاتَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ اَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ اَتُرِيدُونَ اَنْ تَجْعَلُوا لِلهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً(اَيْ حُجَّةً وَاضِحَةً فِي تَعْذِيبِكُمْ وَالِانْتِقَامِ مِنْكُمْ{لَايَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ اَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ اِلَّا اَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمْ اللهُ نَفْسَهُ{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَاتَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ اَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَاِنَّهُ مِنْهُمْ{اِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُون( وَمِنَ الْمُلَاحَظِ فِي اَيَّامِنَا اَيُّهَا الْاِخْوَة: اَنَّ آَيَاتِ الْوَلَاءِ وَالْبَرَاءِ: لَايَهْتَمُّ بِهَا اَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَايُلْقِي لَهَا بَالاً اِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ مِمَّنْ رَحِمَ رَبِّي: وَلِذَلِكَ وَمِنَ الْمُحْتَمَلِ وَاللهُ اَعْلَمُ اَنْ يَكُونَ مُرَادُ اللهِ هُوَ عُقُوبَةُ الْمُسْلِمِينَ الْمُوَالِينَ بِغَيْرِمُرَادِ اللهِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اَتُرِيدُونَ اَنْ تَجْعَلُوا لِلهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِينَا(اَيْ اَتُرِيدُونَ اَنْ تَجْعَلُوا لِلهِ مِنْ خَلْقِهِ الْكُفَّارِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُبِيناً اَيْ حُجَّةً مَنْطِقِيَّةً كَافِرَةً يَحْتَجُّ بِهَا الْكُفَّارُ عَلَيْكُمْ وَلَوْ اَنَّهَا لَيْسَتْ وَاضِحَةً كَوُضُوحِ الشَّمْسِ فِي رَابِعَةِ النَّهَارِ بَلْ رُبَّمَا تَكُونُ وَاضِحَةً كَوُضُوحِ الضَّبَابِ الَّذِي يُغَطّي الطُّرُقَ وَمِنْهَا طَرِيقُكُمُ الْمُسْتَقِيمُ اَيْضاً وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ يَبْتَلِيكُمْ بِشُبُهَاتٍ كَافِرَةٍ رُبَّمَا تَكُونُ قَاصِمَةً لِلظَّهْرِ وَالْعَقْلِ مَعاً لِاَنَّكُمْ لَمْ تُوَالُوا الْعِلْمَ وَالْعُلَمَاءَ وَرَثَةَ الْاَنْبِيَاءِ وَلَمْ تَعْرِفُوا قِيمَةً وَلَاقَدْراً لِهَؤُلَاءِ الْعُلَمَاءِ فَكَيْفَ سَتَعْرِفُونَ قِيمَةً اَوْ قَدْراً لِتَوْرَاةِ الْعِلْمِ وَاَنَاجِيلِهِ وَقُرْآَنِهِ الَّذِي يَحْمِلُونَهُ فِي صُدُورِهِمْ: بَلْ رُبَّمَا لَاتَسْتَطِيعُونَ الْاِجَابَةَ عَلَى هَذِهِ الشُّبُهَاتِ اِلَّا فِي الْاَجْيَالِ الْقَادِمَةِ حِينَمَا يَاْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ اَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ اَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ(بِالْقَلَمِ وَالسِّلَاحِ مَعاً{وَلَايَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِم ( هَلْ تَدْرُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَنَّ تَجَاهُلَنَا لِلْوَلَاءِ َوالْبَرَاءِ الَّذِي اَمَرَنَا اللهُ بِهِ: هُوَ سَبَبُ الْخَرَابِ وَالدَّمَارِ وَالْبَلَاءِ الْعَظِيمِ الَّذِي حَلَّ عَلَيْنَا فِي دَمَارِ مَسَاجِدِنَا اَيْضاً :وَالَّذِي سَيَحِلُّ مَزِيدٌ مِنْهُ اَيْضاً اِنْ بَقِينَا مُتَجَاهِلِينَ لِهَذَا الْوَلَاءِ وَالْبَرَاءِ الَّذِي اَمَرَنَا اللهُ بِهِ: هَلْ تَدْرُونَ اَنَّ الْمُسْلِمِينَ حِينَمَا يَتَوَلَّوْنَ الْكَافِرِينَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ: تُصْبِحُ مَسَاجِدُهُمْ مَسَاجِدَ ضِرَارٍ فِي مِيزَانِ اللهِ: وَيَتَعَامَلُ مَعَهَا اللهُ عَلَى اَنَّهَا مَسَاجِدُ ضِرَارٍ: وَيُسَلِّطُ عَلَيْهَا اَعْدَاءَهُ لِيُدَمِّرُوهَا تَدْمِيراً وَيَنْتَهِكُوا حُرْمَتَهَا جَزَاءً وِفَاقاً بِسَبَبِ انْتِهَاكِ حُرْمَةٍ هِيَ اَشَدُّ مِنْ حُرْمَتِهَا وَهِيَ حُرْمَةُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ تَضْرِبُونَ بِوَلَايَتِهِمْ عُرْضَ الْحَائِطِ مُسَارِعِينَ اِلَى وَلَايَةِ الْكَافِرِينَ مِنْ دُونِهِمْ اَيْ مِنْ دُونِ اِذْنِهِمْ وَرِضَاهُمْ: فَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ سَيُسَلِّطُ اللهُ عَلَيْكُمْ مَزِيداً مِنَ الْاَعْدَاءِ وَالْفِتَنِ وَالْمَصَائِبِ وَالِابْتِلَاءَاتِ اِنْ لَمْ تُجِيرُوا مَنْ اَجَارُوا: وَتُغِيرُوا عَلَى مَنْ بَحَقِّ اَسَرُوا وَاَغَارُوا: وَتُقَدِّمُوا مَنْ قَدَّمُوا: وَتُؤَخِّرُوا مَنْ اَخَّرُوا: وَتَنْشَرِحَ صُدُورُكُمْ لِمَا اسْتَخَارُوا: وَتُوَافِقُوا مِنْ غَيْرِ مُعَارَضَةٍ عَلَى مَااَجْمَعُوا عَلَيْهِ وَاسْتَشَارُوا: فَلَيْسَ لَكُمْ اِلَّا عَلَى بَعْضِكُمْ بَعْضاً اَنْ تَغَارُوا: فَلَقَدْ اَمَرَ اللهُ رَسُولَهُ اَنْ يُقَدِّمَ اَعْمَى عَلَى الْوُجَهَاءِ وَالْكُبَرَاءِ وَالزُّعَمَاءِ الَّذِينَ اسْتَغْنَوْا وَعَمُوا وَصَمُّوا وَرَمَوْا وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاسْتَدَارُوا: نعم ايها الاخوة: اِنَّهَا الثَّوْرَاتُ الصَّلِيبِيَّةُ الزَّائِفَةُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ شِعَارَاتُهَا عَبْرَ التَّارِيخِ اِلَّا حِبْراً عَلَى وَرَقٍ: اِنَّهَا الْحُرِّيَّةُ وَالْمُسَاوَاةُ وَالْاِخَاءُ الَّتِي تَمْشِي عَلَى مَوَازِينِ الْهَوَى الْبَشَرِيِّ الشَّيْطَانِيِّ الضَّلَالِيِّ الَّذِي يَهْوِي بِالْبَشَرِيَّةِ اِلَى دَرَكَاتِ الْجَحِيمِ: فَكَانَتِ النَّتِيجَةُ مَاْسَاةً لَهَا اَوَّلُ وَلَا آَخِرَ لَهَا بِسَبَبِ هَذِهِ الشِّعَارَاتِ الزَّائِفَةِ الَّتِي لَمْ يُحَقِّقُوا مِنْهَا اِلَّا الْمَصَالِحَ الشَّخْصِيَّةَ الْاَنَانِيَّةَ الصَّلِيبِيَّةَ الضَّيِّقَةَ الَّتِي ظَلَمَتِ النَّصَارَى اَنْفُسَهُمْ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ قَبْلَ اَنْ تَظْلِمَ غَيْرَهُمْ وَلَمْ تَجْلِبْ اِلَى الْبَشَرِيَّةِ اِلَّا مَزِيداً مِنَ التَّعَاسَةِ وَالْبُؤْسِ وَالشَّقَاءِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ وَاِرَاقَتِهَا حَتَّى اَصْبَحَ الْهِتْلَرَوِيُّونَ وَالنَّازِيُّونَ وَالْفَاشِيُّونَ يَتَنَافَسُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى الْاَعْمَالِ الْاِجْرَامِيَّةِ الْقَمْعِيَّةِ اِلَى اَيَّامِنَا هَذِهِ فِي الْوَقْتِ الَّذِي كَانَ الْمُسْلِمُونَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ وَمَعَ رَسُولِ اللهِ يَتَنَافَسُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى الْاَعْمَالِ الْخَيْرِيَّةِ وَيُطَبِّقُونَ الْمُسَاوَاةَ تَطْبِيقاً عَمَلِيّاً بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مِنْ بَعْضِ مَااَعْلَنَهُ مِنْ حُقُوقِ الْاِنْسَانِ عَلَى جَبَلِ عَرَفَاتَ قَبْلَ اَنْ تُعْلِنَ الْاُمَمُ الْمُتَّحِدَةُ مِيثَاقَ حُقُوقِ الْاِنْسَانِ بِمِئَاتِ السَّنَوَاتِ[لَافَضْلَ لِعَربِيٍّ عَلَى اَعْجَمِيٍّ وَلَا لِاَبْيَضَ عَلَى اَسْوَدَ اِلَّا بِالتَّقْوَى وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ( نعم ايها الاخوة: فَهَلْ تَحَقَّقَ الْعَدْلُ فِي الثَّوْرَاتِ الصَّلِيبِيَّةِ الْفَاشِيَةِ النَّازِيَّةِ الْهِتْلَرَيَّةِ بِالْمُسَاوَاة: بَلَى يَااَخِي: لَايَتَحَقَّقُ الْعَدْلُ اَبَداً بِمُسَاوَاةٍ مُنَافِقَةٍ حِبْرُهَا عَلَى وَرَقِهَا وَكَلَامُ لَيْلِهَا يَمْحُوهُ نَهَارُهَا حِينَمَا نَسْمَعُ جَعْجَعَتَهَا وَلَانَرَى طَحْنَهَا: وَلِذَلِكَ كَانَ لَابُدَّ مِنَ الرُّجُوعِ اِلَى تَشْرِيعِ الْاِسْلَامِ الْحَكِيمِ الَّذِي لَايَتَحَقَّقُ فِيهِ الْعَدْلُ دَائِماً بِالْمُسَاوَاةِ: بَلْ لَابُدَّ لِهَذَا الْعَدْلِ اَنْ يُنَاديَ اَوّلاً بِعَدَمِ الْمُسَاوَاةِ قَبْلَ اَنْ يَتَحَقَّقَ: وَاَنْ يُنَادِيَ اَيْضاً بِالْمُسَاوَاةِ فِي مَوْضِعِهِمَا الصَّحِيحِ غَيْرِ الْخَاطِىءِ: وَاِلَّا فَاِنَّهُ لَنْ يَتَحَقَّقَ: نعم ايها الاخوة: فَلَوْ كَانَ الْاِسْلَامُ مُنَافِقاً نِفَاقاً صَلِيبِيّاً اَوْ يَهُودِيّاً اَوْ صَفَوِيّاً اَوْ شُيُوعِيّاً اَوْ عَلْمَانِيّاً اَوْ لِيبْرَالِيّاً اَوْ مَاسُونِيّاً: مَااَعْلَنَهَا صَرَاحَةً: وَلَا نَادَى بِعَدَمِ الْمُسَاوَاةِ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ فِي قَضِيَّةِ الْمِيرَاثِ وَالشَّهَادَةِ عَلَى التَّدَايُنِ: وَلَكِنَّ الْاِسْلَامَ يُرِيدُ اَنْ يُنَبِّهَنَا وَيَلْفِتَ نَظَرَنَا: اِلَى اَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ مَايَلْمَعُ ذَهَباً: بِمَعْنَى اَنَّ هَذِهِ الشِّعَارَاتِ الصَّلِيبِيَّةَ اللَّامِعَةَ الْمُنَادِيَةَ بِالْمُسَاوَاةِ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ: لَيْسَتْ ذَهَباً لِمَاذَا؟ لِاَنَّهَا سُمٌّ فِي عَسَلٍ تُخْفِي مِنْ وَرَائِهَا الْوَيْلَ وَالثُّبُورَ وَعَظَائِمَ الْاُمُورِ عَلَى كُلِّ بَشَرٍ حِمَارٍ بِعَقْلِهِ مَغْرُور: فَكَمْ مِنْ شِعَارَاتٍ زَائِفَةٍ ظَاهِرُهَا فِيهِ الرَّحْمَةُ: وَبَاطِنُهَا الْعَذَابُ: وَتَحْمِلُ فِي طَيَّاتِهَا وَبَيْنَ جَنَبَاتِهَا الْعَذَابَ وَالْقَدَرَ الْمَشْؤُومَ عَلَى مَنْ خُدِعَ بِهَا وَانْطَلَتْ عَلَى عَقْلِهِ السَّاذَجِ الْبَسِيطِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ عَقْلَ جِحَا الصَّلِيبِيَّ يَنْظُرُ اِلَى قَضِيَّةِ الْمُسَاوَاةِ بِمِنْظَارٍ ضَيِّقٍ لَايَخْدُمُ اِلَّا اَنَانِيَّتَهُمْ وَمَصَالِحَهُمُ الشَّخْصِيَّةَ وَلَوْ بَالُوا عَلَى الْبَشَرِيَّةِ: وَاَمَّا اللهُ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ وَدِينُهُ الْاِسْلَامِيُّ الْعَظِيمُ: فَاِنَّهُ يَرَى اَنَّ الْعَدْلَ نَادِراً مَايَتَحَقَّقُ بِالْمُسَاوَاةِ: وَغَالِباً مَايَتَحَقَّقُ بِعَدَمِهَا: وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ بَعْضَ الْاَمْثِلَةِ: نعم اخي: يَقُولُ اللهُ تَعَالَى مَثَلاً {اَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون(هَلْ مِنَ الْعَدْلِ اَنْ نُسَاوِيَ بَيْنَ الْمُجْرِمِينَ وَبَيْنَ الْمُسْلِمِين{مَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُون(كَيْفَ تَحْكُمُونَ بِالْمُسَاوَاةِ هُنَا وَلَيْسَ فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الْعَدْلِ: هَلْ مِنَ الْعَدْلِ اَنْ نُسَاوِيَ بَيْنَ الْمُسْلِمِ الَّذِي يُصَلِّي وَيُزَكِّي: وَبَيْنَ الْمُجْرِمِ الَّذِي لَايُصَلِّي وَلَايُزَكِّي كَمَا اَخْبَرَتْ عَنْهُ سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة اِلَّا اَصْحَابَ الْيَمِين فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ مَاسَلَكَكُمْ فِي سَقَر قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ( هَلْ مِنَ الْعَدْلِ اَنْ يَدْخُلَ الْمُجْرِمُ الَّذِي لَايُصَلِّي وَلَايُزَكِّي اِلَى الْجَنَّةِ اِلَّا اِذَا عَادَ اِلَى صَوَابِهِ فَصَلَّى وَزَكَّى: هَلْ مِنَ الْعَدْلِ ذَلِكَ كُلُّهُ اَخِي: اَمْ اَنَّ الْعَدْلَ يَتَحَقَّقُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِير(نعم اخي: مِنْ مُقَتَضَيَاتِ الْعَدْلِ: اَنْ يَكُونَ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ: وَفَرِيقٌ فِي سَعِيرٍ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ تَتَسَعَّرُ بِهِمْ جَمِيعاً وَتُحْرِقُهُمْ جَزَاءً وِفَاقاً كَمَا اَحْرَقُوا قُلُوبَ النَّاسِ لَوْعَةً وَاَلَماً وَحَسْرَةً وَفِرَاقاً اَحْزَنُوهُمْ بِهِ عَلَى اَحِبَّتِهِمْ: نعم اخي: وَنَضْرِبُ لِذَلِكَ مَثَلاً آَخَرَ: نعم اخي: هَلْ مِنَ الْعَدْلِ اَنْ يَكُونَ النَّاسُ جَمِيعاً مُتَسَاوِينَ سَوَاسِيَةً كَاَسْنَانِ الْمِشْطِ فِي الْمَنَاصِبِ وَفِي الْمَرَاكِزِ وَاَنْ يَكُونُوا كُلُّهُمْ مُلُوكاً اَوْ رُؤَسَاءَ جُمْهُورِيَّةٍ اَوْ وُزَرَاءَ اَوْ مَسْؤُولِين: نعم اخي: فَاِذَا كَانَ النَّاسُ جَمِيعاً مُتَسَاوِينَ فِي هَذِهِ الْاُمُورِ: فَمَنْ لِلْبَلَالِيعِ: مَنْ لِلْمَجَارِي: مَنْ لِلْحَمَّامَاتِ: مَنْ لِلنَّظَافَةِ: مَنْ لِلْقُمَامَةِ: مَنْ لِلزُّبَالَةِ: نعم اخي: مَنْ سَيُصَرِّفُ هَذِهِ الْبَلَالِيعَ تَصْرِيفاً صِحِّيّاً كَانَ اَوْ غَيْرَ صِحِّيّ: مَنْ سَيُنْزِلُ مِنْ قِيمَتِهِ مِنْ هَؤُلَاءِ فِيمَا لَوْ كَانُوا مُتَسَاوِينَ: مَنْ سَيُنْزِلُ مِنْ قَدْرِهِ: فَاِذَا لَمْ يَفْعَلُوا: فَمَنْ لِهَذِهِ الرَّوَائِحِ الْكَرِيهَةِ الَّتِي سَتَنْتَشِرُ بَيْنَ النَّاسِ: مَنْ لِهَذِهِ الْاَمْرَاضِ الْوَبَائِيَّةِ الْخَطِيرَةِ: نعم اخي( بَيْتُ الْاَدَب: اَلشَّشْمَا: اَلْكَبِينَة: اَلتُّوَالِيتْ: اَلْمِرْحَاضْ: اَلْغَائِط: اَلْقَاقِيَّة بِلَهْجَةِ اَهْلِ اَرْوَادَ: اَلْبَالُوعَة الطَّايْفِي الَّتِي فَاشَ مَاؤُهَا الْقَذِرُ وَفَشَتْ رَائِحَتُهَا الْقَذِرَةُ(مَنْ لِهَذِهِ: هَلْ سَيَاْتِي الْوَزِيرُ لِيُنَظِّفَهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ يَبُولَ فِيهَا عَلَى نَظَافَةٍ وَمِنْ دُونِ رِيحَةٍ كَرِيهَةٍ وَزِيرٌ آَخَرُ: هَلْ سَيَاْتِي رَئِيسُ جُمْهُورِيَّةٍ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَضَعَ يَدَهُ فِي الْمِيَاهِ الْقَذِرةِ وَيَنْكُشَ الْبَالُوعَةَ لِتَصْرِيفِ مِيَاهِهَا الْقَذِرَةِ اِلَى دَاخِلِهَا فِي بَاطِنِ الْاَرْضِ؟؟؟؟؟ نعم اخي: وَلِذَلِكَ كَانَ الْعَدْلُ هُنَا فِي عَدَمِ الْمُسَاوَاةِ لِمَاذَا: لِاَنَّ الْعَدْلَ هُنَا لَنْ يَتَحَقَّقَ بِالْمُسَاوَاةِ اَبَداً: وَاِنَّمَا سَيَجْلِبُ الْعَدْلُ هُنَا عَلَى الْبَشَرِيَّةِ ضَرَراً كَبِيراً وَاَمْرَاضاً لَاعَدَّ لَهَا وَلَاحَصْرَ وَلَاسَبِيلَ لِعِلَاجِهَا غَالِباً: وَلِذَلِكَ كَانَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى: اَنَّهُ لَمْ يَخْلُقِ النَّاسَ عَلَى سَوِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مُتَسَاوِيَةٍ فِي الْمَنَاصِبِ وَالْمَرَاكِزِ وَالْاَمْوَالِ: وَاِنَّمَا خَلَقَهُمْ{وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً*( لَا لِيَتَّخِذُوا مِنْ هَذِهِ السُّخْرَةِ اسْتِعْبَاداً لِبَعْضِهِمْ بَعْضاً وَاسْتِغْلَالاً وَاِذْلَالاً بِلُقْمَةِ الْعَيْشِ{فَمَنْ بَدَّلَهُ مِنْ بَعْدِ مَاسَمِعَهُ{اَيْ بَدَّلَ شَرْعَ اللهِ مِنْ عِمَارَةٍ فِي الْاَرْضِ وَاِصْلَاحِهَا اِلَى عُلُوٍّ فِي الْاَرْضِ وَفَسَادٍ وَاسْتِعْبَادٍ وَاِذْلَالٍ لِلْبَشَرِيَّةِ بِاِبَاحِيَّةٍ بَغِيضَةٍ لِاَمْوَالِ النَّاسِ وَاَعْرَاضِهِمْ وَكَرَامَاتِهِمْ{فَاِنَّمَا اِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ( وَعَلَى الْمُتَقَاعِسِينَ الْمُتَخَاذِلِينَ الَّذِينَ يَتَفَرَّجُونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَفِّقُونَ لَهُمْ وَيَقِفُونَ مَكْتُوفِي الْاَيْدِي وَلَايُحَرِّكُونَ سَاكِناً وَلَايَرْدَعُونَهُمْ وَلَيْسَ اِثْمُهُ عَلَى شَرْعِ اللهِ وَدِينِهِ الْاِسْلَامِيِّ) * لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ سَبَقَ بِعِلْمِهِ اَنَّ الْعَدْلَ يَكُونُ فِي بَعْضِ الْاَحْيَانِ مُؤْذِياً وَوَبَالاً عَلَى الْبَشَرِيَّةِ: وَلِذَلِكَ عَلَّمَ رَسُولَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ اَنْ يَقُولَ لَهُمُ اذْهَبُوا فَاَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ: حِينَمَا قَالَ لَهُمْ مَاتَظُنُّونَ اَنِّي فَاعِلٌ بِكُمْ: قَالُوا اَخٌ كَرِيمٌ وَابْنُ اَخٍ كَرِيمٍ: فَقَالَ اذْهَبُوا فَاَنُتُمُ الطُّلَقَاءُ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ رَسُولَ الله كَانَ يُدْرِكُ اَنَّ الْعَدْلَ لَايَكُونُ اِلَّا بِقَتْلِ مَنْ فَعَلَ الْاَفَاعِيلَ بِالْمُسْلمِينَ: وَلَكِنَّهُ كَانَ يُدْرِكُ جَيِّداً اَيْضاً: اَنَّهُ صَاحِبُ دَعْوَةٍ: يَحْتَاجُ اِلَى مَنْ يَحْمِلُهَا مِنْ بَعْدِهِ اِلَى النَّاسِ جَمِيعاً: وَاَنَّهُ لَوْ طَبَّقَ الْعَدْلَ بِقَتْلِ هَؤُلَاءِ: فَاِنَّهُمْ سَيَسْتَمِرُّونَ فِي مُسَلْسَلِ انْتِقَامٍ هَمَجِيٍّ يَاْكُلُ الْاَخْضَرَ وَالْيَابِسَ مِنْ دَعْوَتِهِ: وَاَنَّهُمْ وَلَوْ اَكَلُوا الْاَخْضَرَ بِانْتِقَامِهِمْ مِمَّنْ ظَلَمَهُمْ مِنْ اَنْفُسِهِمْ اَوْ مِنْ اَعْدَائِهِمْ: فَاِنَّهُمْ فِي كُلِّ الْحَالَاتِ: سَيُبْقُوْنَ عَلَى الْيَابِسِ وَخَالِقِهِ الَّذِي{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ(وَاَنَّ دِينَ الْاِسْلَامِ مَهْمَا مَاتَ فِي قُلُوبِ النَّاسِ: فَاِنَّهُ سَيَبْقَى مُعْجِزَةً خَالِدَةً اِلَى قِيَام ِالسَّاعَةِ: وَاَنَّهُ مَهْمَا كَانَ جُثَّةً هَامِدَةً فِي قُلُوبِ النَّاسِ: فَسَيَبْقَى كَالْاَرْضِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{وَآَيَةٌ لَهُمُ الْاَرْضُ الْمَيْتَةُ اَحْيَيْنَاهَا وَاَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَاْكُلُون) نعم اخي: اَللهُ تَعَالَى خَلَقَكَ وَرَفَعَنِي فَوْقَكَ دَرَجَاتٍ فِي بَعْضِ مَجَالَاتِ الْحَيَاةِ: وَرَفَعَكَ فَوْقِي دَرَجَاتٍ فِي بَعْضِهَا الْآَخَرِ: لِاَتَّخِذَكَ سُخْرِيّاً لِي: وَتَتَّخِذَنِي سُخْرَةً لَكَ: فَكُلُّنَا بِحَاجَةٍ اِلَى بَعْضِنَا الْبَعْضِ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين: وَكُلُّنَا لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَسْتَغْنِيَ عَنْ بَعْضِنَا مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِينَ مَهْمَا كَانَ التَّفَاوُتُ الطَّبَقِيُّ مَوْجُوداً فِيمَا بَيْنَنَا: نعم اَخِي الْوَزِيرُ الْمَسْؤُولُ: اَللهُ تَعَالَى سَخَّرَكَ لِي لِتَخْدِمَنِي وَتُسَاعِدَنِي فِي مَسِيرَةِ بِنَاءِ هَذَا الْوَطَنِ: وَاللهُ تَعَالَى اَيْضاً سَخَّرَنِي لَكَ فِيمَا لَاتَسْتَطِيعُ بِهِ اَنْ تَحُطَّ مِنْ قَدْرِكَ اَوْ قِيمَتِكَ: نعم ايها الاخوة: فَاِذَا طَافَتْ بَالُوعَةٌ (قَاقِيَّةٌ( فَاِنَّ الْوَزِيرَ بِحَاجَةٍ اِلَى عَامِلِ الْبَلَالِيعِ لِيَتَوَلَّى شَاْنَهَا: بَلْ هُوَ بِحَاجَةٍ اِلَى رِضَاهُ: فَيُسَاسِيهِ: وَيُرَاضِيهِ: وَيُلَاطِفُهُ: وَيَمْسَحُ جُوخَهُ؟ خَوْفاً مِنَ الْاَمْرَاضِ الَّتِي رُبَّمَا تَنْقُلُ اِلَى الْوَزِيرِ الْعَدْوَى وَاِلَى زَوْجَتِهِ وَاَطْفَالِهِ بِسَبَبِ الْمِيَاهِ الْقَذِرَةِ الَّتِي تَفُوحُ رَائِحَتُهَا الْقَذِرَةُ الَّتِي لَمْ يَعْتَدْ عَلَيْهَا فِي بَيْتِهِ الْفَخْمِ الَّذِي يَعِيشُ فِيهِ: وَلِذَلِكَ اَخِي لَمْ يَكُنْ مِنَ الْعَدْلِ السَّمَاوِيِّ اَنْ يَخْلُقَ اللهُ تَعَالَى النَّاسَ جَمِيعاً مُتَسَاوِينَ وَعَلَى قَدَمٍ وَسَاقٍ وَدَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الْمُسَاوَاةِ: وَلِذَلِكَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ تَعَالَى هُنَا اَنْ يَكُونَ الْعَدْلُ بِعَدَمِ الْمُسَاوَاةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْمُسَاوَاةَ لَوْ تَحَقَّقَتْ مَعَ الْجَمِيعِ عَلَى دَرَجَةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الْمَرَاكِزِ الْحَسَّاسَةِ وَالْمَنَاصِبِ وَالْوُزَرَاءِ بِحَقِيبَةٍ وَمِنْ غَيْرِ حَقِيبَةٍ: فَاِنَّ الْجَمِيعَ سَيَتَكَبَّرُونَ عَلَى بَعْضِهِمْ: وَلَنْ يَنْزِلَ اَحَدٌ بِمُسْتَوَاهُ اِلَى مُسْتَوَى عَامِلِ النَّظَافَةِ: وَسَتَحْدُثُ اَزْمَةُ نِفَايَاتٍ وَاَمْرَاضٍ لَنْ تَنْاَى بِقَذَارَاتِهَا وَاَمْرَاضِهَا عَنْ دُوَلِ الْعَالَمِ مَهْمَا حَاوَلَتِ الْحُكُومَةُ اللُّبْنَانِيَّةُ اَنْ تَنْاَى بِنَفْسِهَا وَضَمِيرِهَا وَوُجْدَانِهَا وَدِينِهَا وَاِسْلَامِهَا عَمَّا يَحْدُثُ مِنْ قَتْلٍ هَمَجِيٍّ لِلضُّعَفَاءِ الْاَبْرِيَاءِ الْمَظْلُومِينَ فِي سُورِيَّا وَغَيْرِهَا: وَمَهْمَا حَاوَلَتْ اَنْ تَنْاَى بِنَفْسِهَا عَمَّا يَنْتَظِرُهَا مِنْ عَذَابٍ اَلِيمٍ مُهِينٍ يَخْذُلُهَا فِي الْجَحِيمِ كَمَا خَذَلَتِ الْمَظْلُومِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ وَتَقَاعَسَتْ عَنْ نُصْرَتِهِمْ: نعم اخي: وَكَذَلِكَ عَلَى الْمُسْتَوَى الْعَسْكَرِيِّ فَلَوْ اَنَّ مُلَازِماً فِي رُتْبَةٍ عَسْكَرِيَّةٍ تَكَبَّرَ عَلَى نَقِيبٍ فِي رُتْبَةٍ اَعْلَى مِنْهُ فَاِنَّ النَّقِيبَ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَمَالَكَ نَفْسَهُ وَيَفْرِضَ عُقُوبَةً عَسْكَرِيَّةً رَادِعَةً عَلَى الْمُلَازِمِ: لَكِنْ لَوْ اَنَّ مُجَنَّداً تَكَبَّرَ عَلَى نَقِيبٍ فَاِنَّهُ فِي نَظَرِ النَّقِيبِ رُبَّمَا يَكُونُ طَرْطُوراً: فَنَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَكُونَ فِي عَوْنِ هَذَا الْمُجَنَّدِ وَحِمَايَتِهِ مِنَ الْمَوْتِ تَحْتَ التَّعْذِيبِ كَمَا يَحْدُثُ ذَلِكَ فِي اَوْسَاطِ النِّظَامِ الْعَسْكَرِيِّ الْاَسَدِيِّ الصَّفَوِيِّ الْمُجْرِمِ:نعم اخي: فَلَوْ اَنَّ النَّاسَ كُلَّهُمْ جَمِيعاً مُكْتَفِينَ مَادِّيّاً وَمُتَسَاوِينَ فِي الْاَمْوَالِ وَلَيْسُوا بِحَاجَةٍ اِلَى اَمْوَالِ بَعْضِهِمْ بَعْضاً وَلَمْ يَضَعْ فِيهِمْ كُلُّهُمْ سُبْحَانَهُ غَرِيزَةَ حُبِّ الْمَالِ وَغَرِيزَةَ تَهْذِيبِهَا عَلَى مُرَادِ الْاِسْلَامِ: مَاقَامَ اَحَدٌ مِنْهُمْ بِبِنَاءِ حَجَرٍ وَاحِدٍ وَلَابِتَدْشِينِ مَشْرُوعٍ وَاحِدٍ يَخْدُمُ الْبَشَرِيَّة: وَلِذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ اَيْضاً خَلَقَ الْغَنِيَّ وَخَلَقَ الْفَقِيرَ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ الْفَقِيرَ بِحَاجَةٍ اِلَى الْغَنِيِّ: وَكَذَلِكَ الْغَنِيُّ بِحَاجَةٍ اِلَى الْفَقِيرِ: وَوَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ: اِنَّ الْغَنِيَّ بِحَاجَةٍ اِلَى مَالِ الْفَقِيرِ لِيُنْقِذَهُ مِنَ النَّارِ وَيَحْمِيَهُ مِنْ حَرِيقِهَا وَعَذَابِهَا الْاَلِيمِ الْمُهِينِ: اَكْثَرَ مِنْ حَاجَةِ الْفَقِيرِ اِلَى مَالِ الْغَنِيِّ: بَلْ اِنَّ الْغَنِيَّ بِحَاجَةٍ اِلَى تَمْرَةٍ مِنْ مَالِ الْفَقِيرِ: بَلْ هُوَ بِحَاجَةٍ اِلَى شِقِّ تَمْرَةٍ مِنْ مَالِ الْفَقِيرِ؟ لِيَشْهَدَ لَهُ بِهَا اَمَامَ اللهِ اَنَّهُ اَطْعَمَهُ اِيَّاهَا وَاَنْقَذَهُ مِنَ الْمَوْتِ جُوعاً: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام [اِتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة[تَصَدَّقْ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ( لِمَاذَا؟ لِاَنَّ التَّمْرَةَ هِيَ فِي الْاَصْلِ مِنْ مَالِ الْغَنِيِّ: وَلَكِنَّهَا تُصْبِحُ مُلْكاً لِلْفَقِيرِ وَمِنْ مَالِهِ الْخَاصِّ بَعْدَ اَنْ اَعْطَاهُ اِيَّاهَا الْغَنِيُّ وَانْتَقَلَتْ مُلْكِيَّتُهَا مِنْهُ اِلَى الْفَقِير: نعم اخي: وَلِذَلِكَ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: لَمْ يَخْلُقِ النَّاسَ عَلَى سَوِيَّةٍ وَاحِدَةٍ مِنَ الطَّبَقِيَّةِ: وَاِنَّمَا خَلَقَهُمْ طَبَقَاتٍ مُتَفَاوِتَةً عُلْيَا وَدُنْيَا: وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ شَرَعَ مِنَ الضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ مِنْ اَجْلِ اَلَّا تَطْغَى طَبَقَةٌ عَلَى طَبَقَةٍ اُخْرَى:وَلِذَلِكَ خَلَقَ اللهُ الْمَرَضَ النَّفْسِيَّ الطَّبَقِيَّ وَاَوْجَدَ لَهُ الدَّوَاءَ بِهَذِهِ الضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ: فَاَيُّهُمَا اَفْضَلُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ بِرَاْيِكُمْ: هَلْ كَانَ مِنَ الْاَفْضَلِ اَلَّا يَخْلُقَ اللهُ تَعَالَى الْمَرَضَ مِنْ اَصْلِهِ(وَنَحْنُ نَرَى اَنْفُسَنَا مُضْطَّرِّينَ فِي كُلِّ مُشَارَكَةٍ اَنْ نَعُودَ مَرَّةً اُخْرَى اِلَى مَسَائِلِ الْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ) وَنَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَة: بَلْ كَانَ مِنَ الْاَفْضَلِ اَنْ يَخْلُقَ اللهُ الْمَرَضَ النَّفْسِيَّ وَالْجَسَدِيَّ مَعاً مِنْ رَحْمَتِهِ تَعَالَى لِمَاذَا؟ لِيَكْتَسِبَ الْاِنْسَانُ هَذَا الْمَخْلُوقُ الضَّعِيفُ مَنَاعَةً ضِدَّ الْمَرَض: نعم اخي: وَالْاِسْلَامُ لَيْسَ عَدُوّاً لِلطَّبَقِيَّةِ وَلَا مُضَادّاً لَهَا: لِاَنَّهُ دِينُ الْفُقَرَاءِ وَهُوَ اَيْضاً دِينُ الْاَغْنِيَاءِ مَعاً: بِدَلِيلِ اَنَّ الزَّكَاةَ وَالْحَجَّ رُكْنٌ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ وَشَعِيرَةٌ عَظِيمَةٌ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَسْتَشْعِرَهَا غَالِباً اِلَّا مَعَ الْاَغْنِيَاء: وَلَكِنَّ الاسلامَ ايها الاخوة لَايَتَّفِقُ مَعَ طَبَقَةٍ تُرِيدُ بِاَنَانِيَّاتِهَا وَمَصَالِحِهَا الْفَرْدِيَّةِ: اَنْ تَبْنِيَ سَعَادَتَهَا عَلَى حِسَابِ تَعَاسَةِ الطَّبَقَةِ الْاُخْرَى: وَلِذَلِكَ حَرَّمَ الرِّبَا{كَيْ لَايَكُونَ(الْمَالُ الرِّبَوِيُّ الْقَذِرُ الْمُخْتَلِطُ مَعَ الْمَالِ الْحَلَالِ الطَّاهِرِ{دُولَةً(مُتَدَاوَلاً{ بَيْنَ الْاَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ(فَقَطْ دُونَ الْفُقَرَاءِ: بَلْ كَيْفَ سَيَسْتَطِيعُ الْفُقَرَاءُ تَدَاوُلَ الْمَالِ مِنْ اَجْلِ اسْتِثْمَارِهِ فِي حَالِ عَجْزِهِمْ عَنْ سَدَادِ مَااقْتَرَضُوهُ مِنْ اَمْوَال: بَلْ رُبَّمَا يَقْضُونَ حَيَاتَهُمْ كُلَّهَا فِي سَدَادِ مَااقْتَرَضُوهُ: بَلْ رُبَّمَا يَعْجَزُونَ عَنْ سَدَادِ الْعِبْىءِ الثَّقِيلِ الْحَلَالِ قَاصِمِ الظَّهْرِ الَّذِي اقْتَرَضُوهُ: فَكَيْفَ نُضِيفُ اِلَيْهِمْ عِبْئاً رِبَوِيّاً حَرَاماً اِضَافِيّاً يُدَمِّرُ حَيَاتَهُمْ وَآَمَالَهُمْ وَطُمُوحَاتِهِمْ فَتَتَوَقَّفُ مَسِيرَةُ الْاِعْمَارِ فِي الْاَرْضِ بِسَبَبِ هَذَا الشَّلَلِ الْاِقْتَصَادِيِّ الرِّبَوِيِّ: نعم ايها الاخوة: لَقَدْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى بِقَضَائِهِ وَقَدَرِهِ الْحَكِيمِ: مَصَائِبَ قَوْمٍ عِنْدَ قَوْمٍ فَوَائِدَ فِي الْمِيرَاثِ الْحَلَالِ مَثَلاً: وَلَكِنَّهُ سَيَجْعَلُ مِنَ الْفَوَائِدِ الرِّبَوِيَّةِ الْحَرَامِ الَّتِي تَجْلِبُ الْمَصَائِبَ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ: لَعْنَةً اَبَدِيَّةً لِمُتَعَاطِيهَا مَهْمَا انْتَفَعَ بِهَا: وَمَحْقاً سَاحِقاً مُنْكَراً آَجِلاً اِنْ لَمْ يَكُنْ عَاجِلاً فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْآَخِرَةِ: نعم اخي: وَالشَّيْطَانُ الْجِنِّيُّ اِبْلِيسُ يَعِيشُ فِي عِزٍّ وَغِنىً وَثَرَاءٍ فَاحِشٍ وَبَحْبُوحَةٍ وَاسِعَةٍ مِنَ الْعَيْشِ وَمُلْكٍ عَظِيمٍ وَسَعَادَةٍ كُبْرَى لَامَثِيلَ لَهَا وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ مَلْعُونٌ{لَعَنَهُ اللهُ(نعم ايها الاخوة: اَللهُ تَعَالَى ضَمِنَ حُقُوقَ الدَّائِنِينَ مِنْ حَسَنَاتِ مَنْ يَاْكُلُونَهَا بِالْبَاطِلِ لِاَنَّهُمْ لَنْ يَسْتَطِيعُوا وَفَاءَهَا يَوْمَ لَايَنْفَعُ مَالٌ وَلَابَنُونَ: بَلْ اِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَنْ يَغْفِرَ الدَّيْنَ وَلَوْ لِشَهِيدٍ قَاتَلَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقُتِلَ: وَلَكِنَّهُ مَعَ ذَلِكَ لَمْ يَسْمَحْ لِاَصْحَابِ الْحُقُوقِ هَؤُلَاءِ اَنْ يَسْتَعْمِلُوا حُقُوقَهُمْ بِشَكْلٍ رِبَوِيٍّ تَعَسُّفِيٍّ عَلَى النَّاسِ قَائِلِينَ لَهُمْ اِمَّا اَنْ تَقْضُوا اَوْ نُرْبِي: بَلْ جَعَلَ اللهُ تَعَالَى قَذَارَةَ الْمَالِ الرِّبَوِيِّ: اَقَوَى مِنْ قَذَارَةِ النِّكَاحِ الْمَحَارِمِيِّ وَلَوْ لِاَقْوَى الْمُحَرَّمَاتِ وَهِيَ الْاُمُّ: بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام [اَلرِّبَا سَبْعُونَ بَاباً: اَدْنَاهَا سَقْفاً عِنْدَ اللهِ وَلَوْ بِدِرْهَمٍ مِنْهَا هُوَ بِحَجْمِ اَنْ يَنْكِحَ الرَّجُلُ اُمَّهُ( او كما قال عليه الصلاة والسلام: نعم ايها الاخوة: لَنْ يَغْفِرَ اللهُ الدَّيْنَ لِمَنْ مَاتَ شَهِيداً فِي سَبِيلِ اللهِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ التَّدَايُنَ هُوَ اَعْظَمُ شَعِيرَةٍ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ فَصَّلَ اللهُ فِيهَا تَفْصِيلاً فِي اَطْوَلِ آَيَةٍ فِي الْقُرْآَن ِفي اَطْوَلِ سُورَةٍ فِيهَا اَفْضَلُ آَيَةٍ: بَلْ اِنَّ شَعِيرَةَ التَّدَايُنِ تَتَعَلَّقُ بِرُكْنٍ مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ وَهُوَ الزَّكَاةُ الَّتِي خَصَّصَ اللهُ فِيهَا مَاخَصَّصَ مِنْ سَهْمِ الْغَارِمِينَ الْمَدْيُونِينَ الْعَاجِزِينَ عَنِ السَّدَادِ الَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ هَذِهِ الزَّكَاةَ: نعم ايها الاخوة: فَاِذَا كَانَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى لَنْ يَغْفِرَ الدَّيْنَ لِمَنْ كَتَبَ بِدِمَائِهِ فِي سِجِلِّ حَسَنَاتِهِ وَصَحِيفَةِ اَعْمَالِهِ شَهَادَةً مَقْبُولَةً عِنْدَ اللهِ فِي اَنَّ كَلِمَتَهُ هِيَ الْعُلْيَا وَاَنَّ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ حَصْراً لَا غَيْرُهُ مِنَ الْكَلِمَاتِ الْكَافِرَةِ السُّفْلَى: فَكَيْفَ سَيَغْفِرُ اللهُ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الدَّيْنَ لِمَنْ جَعَلَ كَلِمَتَهُ الْاَطْوَلَ سُبْحَانَهُ فِي الْقُرْآَنِ فِي اَطْوَلِ سُورَةٍ: مَمْنُوعَة: وَيَالَيْتَهُ جَعَلَهَا سُفْلَى: بَلْ لَمْ يَجْعَلْهَا عُلْيَا: وَلَمْ يَجْعَلْهَا سُفْلَى: بَلْ جَعَلَهَا مَمْنُوعَةَ تَمَاماً: فِي الْاَعْلَى: وَفِي الْاَسْفَلِ: وَذَاتَ الْيَمِينِ: وَذَاتَ الشِّمَالِ: وَمِنْ وَرَائِهِ: وَمِنْ اَمَامِهِ: فَكَيْفَ سَيَغْفِرُ اللهُ لِهَذَا الَّذِي مَنَعَ اَعْظَمَ شَعِيرَةٍ مِنْ شَعَائِرِ اللهِ حِينَمَا يَكْتُبُ عَلَى بَابِ مَحَلِّهِ التِّجارِيِّ(اَلدَّيْنُ مَمْنُوعٌ وَالْعَتَبُ مَرْفُوعٌ وَالرِّزْقُ عَلَى رَبِّ الْعِبَاد( نعم ايها الاخوة: اِنَّهُ الدَّيْنُ: اِنَّهُ كَلِمَةُ اللهِ الْاَطْوَلُ: فِي السُّورَةِ الْاَطْوَلِ مِنْ كَلِمَةِ اللهِ وَهِيَ سُورَةُ الْبَقَرَةِ: وَفِيهَا اَفْضَلُ آَيَةٍ مِنْ كَلِمَةِ اللهِ وَهِيَ آَيَةُ الْكُرْسِيِّ: وَكَيْفَ سَيَرْزُقُكَ رَبُّ الْعِبَادِ اَيُّهَا الْوَغْدُ الْحَقِيرُ رِزْقاً طَيِّباً حَلَالاً مُبَارَكاً فِيهِ وَاَنْتَ تَحْتَقِرُ شَعَائِرَهُ بِمَنْعِهَا وَالصَّدِّ عَنْهَا وَهِيَ سَبِيلُ اللهِ غَيْرُ الرِّبَوِيِّ{اِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله{اَلَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ اَضَلَّ اَعْمَالَهُمْ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآَمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ(وَمِنْهُ قُرْآَنٌ يُتْلَى اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ وَهُوَ آَيَةُ التَّدَايُنِ{ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّآَتِهِمْ وَاَصْلَحَ بَالَهُمْ(وَكَيْفَ سَيَغْفِرُ اللهُ لَكَ: وَكَيْفَ سَيُكَفِّرُ عَنْكَ سَيِّآَتِكَ: وَكَيْفَ سَيُصْلِحُ بَالَكَ: اِنْ لَمْ يَكُنْ سَبِيلُ اللهِ فِي مَشْرُوعِيَّةِ التَّدَايُنِ يَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ اِلَّا بِالْمَنْعِ: وَكَيْفَ سَيُصْلِحُ بَالَكَ اِنْ لَمْ يَكُنْ هَمُّكَ الْوَحِيدُ هُوَ السَّيْرُ قُدُماً وَعَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ فِي سَبِيلِ اللهِ لِيَكْفِيَكَ اللهُ جَمِيعَ الْهُمُومِ الَّتِي تَنْتَابُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ{ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَاِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب(وَهَلْ يَكُونُ تَعْظِيمُ شَعَائِرِ اللهِ فِي التَّدَايُنِ بِمَنْعِهَا وَصَدِّ النَّاسِ عَنْهَا اَيُّهَا الْخَبِيث: يَامَنْ لَاتُحِبُّ اَنْ تَسْتَفْتِحَ بِالتَّدَايُنِ وَلَا بِالصَّدَقَةِ: بَلْ تَعْتَبِرُ ذَلِكَ شُؤْماً وَنَحْساً وَفَاْلاً سَيِّئاً عَلَيْكَ وَعَلَى تِجَارَتِكَ يَامُجْرِمَ الْحُرُوب: وَاَنْتَ تَعْلَمُ جَيِّداً وَتَقْرَاُ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ(وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ غَيْرُهُ لَنْ يَاْتِيَكَ الْخَيْرُ غَالِباً اِلَّا مِمَّا تَكْرَه: وَلَنْ يَاْتِيَكَ الشَّرُّ غَالِباً اِلَّا مِمَّا تُحِبّ[حُفَّتِ الْجنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ( نَعَمْ اَيُّهَا الْخَبِيثُ الْاَنَانِيُّ الْبَخِيل كَوْنُكَ تَقُولُ: اَلدَّيْنُ مَمْنُوع: لَيْسَ لَهُ اِلَّا تَفْسِيرٌ وَاحِدٌ: وَهُوَ اَنَّكَ تَعِيبُ عَلَى شَرْعِ اللهِ مَا يُرَافِقُ الدَّيْنَ مِنَ الْمُمَاطَلَةِ وَالنَّصْبِ وَالِاحْتِيَالِ وَاَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ كَالَّذِي يَعِيبُ عَلَى تَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ تَمَاماً: نعم ايها الخبيث (فِرْتَيْشَة)بَالُونُ اخْتِبَارٍ فَاشِلٍ بِحَقِّكَ: اَلْقَاهُ اللهُ فِي وَجْهِكَ: حِينَمَا تَعِيبُ عَلَى شَرْعِ اللهِ بِقَوْلِكَ(اَلدَّيْنُ مَمْنُوعٌ) وَلَاتَعِيبُ عَلَى اَجْهِزَةِ الْمُوبَايْلَاتِ الْقَدِيمَةِ وَلَا الْحَدِيثَةِ الَّتِي تَبِيعُهَا لِلنَّاسِ فِي مَحَلٍّ تِجَارِيٍّ لِبَيْعِ الْاَجْهِزَةِ الْقَدِيمَةِ الْمُسْتَعْمَلَةِ وَالْحَدِيثَةِ مَهْمَا كَانَ اَنْدْرُويْدْ وَاَخُوهُ مِكْرُوسُوفْتْ غَبِيّاً بَلِيداً اَحْمقاً وَمَهْمَا كَانَ فِي اَجْهِزَتِهِمَا مِنَ الْعُيُوبِ: وَمَهْمَا كَانَ ذَكِيّاً حَاذِقاً مُطَوِّراً وَمَهْمَا كَانَ فِي اَجْهِزَتِهِمَا مِنَ الْفَخَامَةِ وَالْحَدَاثَةِ وَالتَّطْوِيرِ: وَمَهْمَا كَانَ الثَّمَنُ الَّذِي سَتَشْتَرِي بِهِ هَذِهِ الْاَجْهِزَةَ الْقَدِيمَةَ اَوِ الْحَدِيثَةَ اَوْ سَتَبِيعُهَا بِهِ: فَيَبْقَى هَمُّكَ الْوَحِيدُ اَنْ يَضَعَ النَّاسُ فِي جَيْبِكَ مَايَضَعُونَ مِنَ الْاَمْوَالِ: وَاَمَّا شَرْعُ الله: وَاَمَّا دِينُهُ الْاِسْلَامِيّ: فَاِنَّكَ اَيُّهَا الْحَقِيرُ تَبِيعُهُ بِقِشْرَةِ بَصَلَةٍ اَوْ صَفْيَةِ سِيكَارَة: فَهَلْ اَدْرَكْتَ الْآَنَ لِمَاذَا يَبِيعُ اللهُ اِلَى جَهَنَّمَ وَقُوداً مِنَ النَّاسِ وَالْحِجَارَةِ مِنْ جَسَدِكَ وَاَجْسَادِهِمْ وَرُوحِكَ وَاَرْوَاحِهِمْ: اِنَّهُ سُبْحَانَهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ جَزَاءً وِفَاقاً: نَعَمْ لَقَدْ عَابَ بَنُو اِسْرَائِيلَ مِنْ قَبْلُ عَلَى شَرْعِ اللهِ الَّذِي شَرَعَهُ لَهُمْ مِنْ تَحْرِيمِ الصَّيْدِ يَوْمَ السَّبْتِ فَقَطْ: فَعَابُوا عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ اَنَّ الرِّبْحَ الْوَفِيرَ وَالْمَنَافِعَ الْكَثِيرَةَ مِنَ السَّمَكِ الْكَثِيرِ لَايَاْتِيهِمْ اِلَّا يَوْمَ السَّبْتِ: وَاَنَّهُمْ مُتَضَرِّرُونَ بَقِيَّةَ الْاَيَّامِ الَّتِي لَايَاْتِيهِمْ فِيهَا اِلَّا(خُبْزَنَا كَفَافَنَا اَعْطِنَا وَلَاتَحْرِمْنَا(مِنَ السَّمَكِ الَّذِي يَكْفِيهِمْ: فَمَاذَا كَانَتْ نَتِيجَةُ الطَّمَعِ اِلَّا اَنْ مَسَخَهُمْ سُبْحَانَهُ{وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتِ(كَمَا يَمْسَخُ سُبْحَانَهُ فِي اَيَّامِنَا فِي عُقُولِهِمْ وَتَفْكِيرِهِمْ هَؤُلَاءِ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ الَّذِينَ يَتَضَرَّرُونَ مِنَ التَّدَايُنِ وَمِنْ تَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ وَلَايَعِيبُونَ عَلَى اَنْفُسِهِمْ وَلَا عَلَى سُوءِ اسْتِعْمَالِهِمْ وَتَطْبِيقِهِمُ التَّعَسُّفِيِّ الظَّالِمِ الْخَاطِىءِ لِشَرْعِ اللهِ: بَلْ يَعِيبُونَ عَلَى شَرْعِ اللهِ وَيَتَّهِمُونَهُ بِاَنَّهُ هُوَ الَّذِي يَزْرَعُ الشَّوْكَ: وَيَتَجَاهَلُونَ اَنَّهُمْ هُمُ الَّذِينَ يَزْرَعُونَ الشَّوْكَ: نعم اخي: اَللهُ تَعَالَى اَبَاحَ لَكَ اَرْبَعَ زَوْجَاتٍ كَالْوَرْدَاتِ لَا تَخْلُو وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ مِنَ الْاَشْوَاكِ اَبَداً؟ لِتَكُونَ اَنْتَ كَالنَّحْلَةِ الَّتِي تَمْتَصُّ رَحِيقَهُنَّ جَمِيعاً؟ لِيَذُقْنَ عُسَيْلَتَكَ؟ وَتَذُوقَ عُسَيْلَتَهُنَّ؟ وَتُنْجِبَ مِنْهُنَّ مَزِيداً مِنَ الْوُرُودِ وَالرَّيَاحِينِ مِنَ الذُّرِّيَّةِ الْعَطِرَةِ: لَكِنْ هَلْ اَبَاحَ اللهُ لَكَ اَنْ تُؤْلِمَ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْ هَذِهِ الْوَرْدَاتِ الزَّوْجَاتِ بِمَا تَحْمِلُهُ مِنْ اَشْوَاكِهَا وَاحِدَةً تِلْوَ الْاُخْرَى بِمَا يُسَمَّى الْعُنْفَ الْمَنْزِلِيَّ مَثَلاً: هَلْ اَبَاحَ لَكَ اَنْ تُؤْذِيَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ بِشَوْكَتِهَا اَوْ بِشَوْكَتِكَ اَنْتَ: طَيِّبْ هِيَ لَاتَسْتَطِيعُ اَنْ تَسْتَغْنِيَ عَنْ شَوْكَتِهَا وَرُبَّمَا شَوْكَتُهَا هَذِهِ سِلَاحٌ تُدَافِعُ بِهِ عَنْ نَفْسِهَا: فَهَلْ مِنَ الْحِكْمَةِ اِنْ اَرَدْنَا اَنْ نُزِيلَ الْاَشْوَاكَ مِنْ طَرِيقِنَا اَنْ نَقْضِيَ عُمْرَنَا كُلَّهُ فِي الْبَحْثِ عَنِ الْوُرُودِ الْجَمِيلَةِ فِي اَرْجَاءِ الْكُرَةِ الْاَرْضِيّةِ مِنْ اَجْلِ تَنْظِيفِهَا مِنَ الْاَشْوَاكِ الْعَالِقَةِ بِهَا عَمَلاً بِالْحِكْمَةِ الْيَهُودِيَّةِ الصَّلِيبِيَّةِ الصَّفَوِيَّةِ ذَاتِ الْاَرْضِ الْمَحْرُوقَةِ: