الثورة بدأت ببيت شعر أبى القاسم الشابى: إذا الشعب يوما أراد الحياة ودخلت عامها الثانى مع كلمات الأبنودى فى ضحكة المساجين
الأربعاء، 25 يناير 2012 - 11:17
ميدان التحرير
وائل السمرى
عفوا ,,, لايمكنك مشاهده الروابط لانك غير مسجل لدينا
[ للتسجيل اضغط هنا ]
هى كلمات لكنها تحمل فى داخلها غضبا وحياة وحبا ومعرفة وحلما، دارت فى عقول الشعراء ثم انسابت على ألسنتهم، وأينعت فوق صفحاتهم، قالت القصيدة ما لم تقله الكاميرا، وما لم يرصده المحللون، فلم تكن الثورة المصرية تمردا على الأوضاع السياسية البالية فقط، لكنها بعثت الروح فى العديد من الشعراء، وليس بغريب أن يزدهر الشعر بعد الثورة أو فى أثنائها، وهى الثورة التى بدأت ببيت شعر حملته رياح الغرب القادمة من تونس، فترنم المتظاهرون ببيت شعر أبى القاسم الشابى: «إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر»، ولا ينسى الثوار ذلك الفيديو الذى يقف فيه أحد شباب الثورة وهو يحاول أن يكرر هذا البيت لبعض عساكر الأمن المركزى لعلهم يحفظونه، ولهذا انفجرت ينابيع الشعر بالتزامن مع الثورة، ووجد كل شاعر فى الثورة ضالته، حتى مع انتكاسات الثورة كان الشعر هو الملاذ والملجأ والمعين والمؤنس، وليس غريبا أن ترتد للشعر روحه ومصر تتحدث عن نفسها، وهنا نحاول أن نجمع أجمل ما قيل شعرًا فى الثورة وهى تدخل عامها الثانى.
منذ الساعات الأولى للثورة المصرية، كان الأبنودى يحايل الشعر ويمهد روحه لاستقباله، هو يعرف مقدمات الثورات، ويعرف نتائجها، وبخبرته كانت قصيدة «الميدان» التى رأت النور فى الأول من فبراير حينما نشرتها «اليوم السابع» هى أغنية الثورة الأولى، و«منافستو» الثوار، ولم يكتف الأبنودى بـ«الميدان» ليثبت أنه شاعر الثورة، وكان أسرع وأروع الشعراء تجاوبا مع أحداثها ومنعطفاتها، ولهذا كتب عدة قصائد هذا العام، منها «لسه النظام مسقطش» و«ضحكة المساجين» التى كتبها اعتراضا على حكم العسكر، وتنديدا بالمحاكمات العسكرية، وفيما يلى بعض المقاطع من القصيدتين.
أجمل قصائد الثورة المصرية.. «الشاعر» ينزل فى الميدان
الميدان..
أيادى مصرية سمرا ليها فى التمييز
ممدودة وسط الزئير بتكسّر البراويز
سطوع لصوت الجموع شوف مصر تحت الشمس
آن الآوان ترحلى يا دولة العواجيز
عواجيز شداد مسعورين
أكلوا بلادنا أكل.. ويشبهوا بعضهم نهم وخسة وشكل
طلع الشباب البديع قلبوا خريفها ربيع
وحققوا المعجزة.. صحّوا القتيل من القتل
اقتلنى! قتلى ما هيعيد دولتك تانى
باكتب بدمى حياة تانية لأوطانى
دمى ده ولّا الربيع؟ الاتنين بلون أخضر
وبابتسم من سعادتى ولّا أحزانى؟
وبيسرقوك يالوطن قدامنا عينى عينك
ينده بقوة الوطن ويقولى: قوم.. فينك؟!
ضحكت علينا الكتب.. بعدت بنا عنك
لولا ولادنا اللى قاموا يسددوا دينك يرجع لها صوتها.. مصر تعود ملامحها
تاخد مكانها القديم والكون يصالحها
عشرات سنين تسكنوا بالكدب فى عروقنا؟
والدنيا متقدمة ومصر مطرحها
كتبتوا أول سطور فى صفحة الثورة
وهما عُلما وخُبرا مِداورة ومناورة
وقعتوا فرعون هرب من قلب تمثاله
لكن جيوشه مازالوا يحلمه ببكره
مين كان يقول ابننا يطلع بنا من نفق
دى صرخة ولّا غنا؟ وده دم ولّا شفق؟
أتاريها حاجة بسيطة الثورة ياخوانّا
مين اللى شافها كده؟ مين أول اللى بدأ؟
مش دول شبابنا اللى قالوا كرهوا أوطانهم؟!
ولبسنا توب الحداد وبعدنا قوى عنهم؟!
همّا اللى قاموا النهارده يشعلوا الثورة
ويصنّفوا الخلق مين عانهم ومين خانهم
يادى الميدان اللى حضن الفكرة وصهرها
يادى الميدان اللى فتن الخلق وسحرها
يادى الميدان اللى غاب اسمه كتير عنه وصبرْها
ما بين عباد عاشقة وعباد كارهة
أتاريك جميل ياوطن مازلت وهاتبقى
زال الضباب وانفجرت بأعلى صوت.. لأه
حرضتنا نبتسم ودفعت إنت الحساب
وبنبتسم بس بسمة طالعة بمشقة
واحنا وراهم أساتذة خايبة تتعلم
إزاى نحب الوطن وإمتى نتكلم
طال الصدأ قلبنا ويأسنا من فتحه
قلب الوطن قبلكم كان خاوِ ومضلّم
أولنا فى الجولة لسّه جولة ورا جولة
ده سوس بينخر يابويا فى جسد دولة
أيوه الملك صار كتابة
إنما أبدا لو غفلت عينّا لحظة هيقلبوا العملة
وحاسبوا قوى من الديابة اللى فى وسطيكم
وإلّا تبقى الخيانة منّكم فيكم
الضحكة عالبُق بس الرك ع النيات
فيهم عدوّين أشد من اللى حواليكم