الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى ازواجه وذريته وآله واصحابه ومن والاهم وبعد: فَاِنَّنَا نُجِيبُ عَنْ سُؤَالٍ وَرَدَنَا مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ الْمُعَارِضِينَ يَقُولُ فِيهِ: مَابَالُ مَنْدُوبِكُمُ الْجَعْفَرِيِّ شَبِّيحِ النِّظَامِ فِي مَجْلِسِ الْاَمْنِ الدَّوْلِيِّ: اَلَا تَشْعُرُونَ اَنَّهُ غَرِيبُ الْاَطْوَار: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ: اَنَّ مَنْدُوبَنَا هَذَا هُوَ سَاحِرٌ مُشَعْوِذٌ يَقْرَاُ عَلَى الصُّلْبَانِ الْخَنَازِيرِ الْخَوَنَةِ فِي مَجْلِسِ الْاَمْنِ طَلَاسِمَ تَجْعَلُهُمْ نَائِمِينَ فِي الْعَسَلِ وَغَافِلِينَ عَمَّا يَحْدُثُ لِلشَّعْبِ السُّورِيِّ مِنْ وَيْلَات: وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نُوَجِّهُ اِنْذَاراً شَدِيدَ اللَّهْجَةِ اِلَى الصُّلْبَانِ الْخَنَازِيرِ فِي الْغَرْبِ: بِاَنَّنَا سَنَجْعَلُكُمْ تَنَامُونَ تَحْتَ تَاْثِيرِ كَابُوسٍ رَهِيبٍ لَنْ تَسْتَيْقِظُوا مِنْهُ اِلَّا اِلَى الْجَحِيمِ اِذَا لَمْ تَقُومُوا بِرَشْقِ الْجَعْفَرِيِّ(كَلْبِ الْخَامِنْئِيّ( بِالْاَحْذِيَةِ عَلَى رَاْسِهِ قَبْلَ جَسَدِهِ فِي الِاجْتِمَاعَاتِ الْقَادِمَةِ وَقَدْ اَعْذَرَ مَنْ اَنْذَر: بعد ذلك ايها الاخوة: فَاِنَّنَا نُوَجِّهُ اَيْضاً اِنْذَاراً شَدِيدَ اللَّهْجَةِ اِلَى الْكُورِيَّتَيْنِ وَالصِّيِنيِّينَ وَالرُّوسِ الْخَوَنَةِ فِي بِلَادِهِمْ اَيْضاً بِاحْتِضَانِ النَّازِحِينَ مِنْ حَلَبَ فِي بِلَادِهِمْ؟ لِاَنَّ رُوسْيَا وَالصِّينَ وَكُورْيَا الشِّمَالِيَّةَ وَالْجَنُوبِيَّةَ هِيَ الدُّوَلُ الْوَحِيدَةُ فِي الْعَالَمِ الْمُقَصِّرَةُ فِي اِيوَاءِ هَؤُلَاءِ: وَاِلَّا وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ: لَنْ يَكُونَ رُؤَسَاءُ هَذِهِ الدُّوَلِ فِي مَاْمَنٍ بَعْدَ الْآَنَ اَبَداً: اِذَا لَمْ يَقُومُوا بِهَذِهِ الْخُطْوَة: وَعَلَيْهِمْ مُنْذُ الْآَنَ اَنْ يُرَاقِبُوا طَعَامَهُمْ وَشَرَابَهُمْ وَحَمَّامَاتِهِمْ وَاَمَاكِنَ نَوْمِهِمْ: فَنَحْنُ نَسْتَطِيعُ الْوُصُولَ اِلَيْهِمْ وَلَوْ كَانُوا فِي الْمَرِّيخِ: وَرُبَّمَا نَقُومُ بِفَصْلِ رُؤُوسِهِمْ عَنْ اَجْسَادِهِمْ وَقَدْ اَعْذَرَ مَنْ اَنْذَر: وَنَقُولُ لِتْرَمْبْ لَسْتَ فِي مَاْمَنٍ اَبَداً اَيُّهَا الْخَبِيث: فَبِمُجَرَّدِ شُعُورِنَا اَنَّكَ سَتُشَكِّلُ خَطَراً عَلَى مَصَالِحِنَا: فَاِنَّنَا سَنَسْعَى مَعَ حُلَفَائِنَا الْيَهُودِ اِلَى التَّخَلُّصِ مِنْكَ فَوْراً وَبِسُرْعَةٍ لَمْ تَكُنْ تَحْلُمُ بِهَا: هَذَا وَقَدْ اَعْذَرَ مَنْ اَنْذَر: بَعْدَ ذَلِكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ: لَدَيَّ مِنَ الْاَمْوَالِ الْحَرَامِ الْكَثِيرُ وَالْكَثِيرُ: فَكَيْفَ اَتَخَلَّصُ مِنْهَا بِمَا يُرْضِي اللهَ: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ بِاَنْ تَشْتَرِيَ طَعَاماً وَشَرَاباً وَلِبَاساً وَدَوَاءً وَمَحْرُوقَاتٍ نِفْطِيَّة(مَازُوتْ: كَازْ: بِنْزِينْ: غَازْ( لِمَنْ يُعَانُونَ وَيَمُوتُونَ مِنَ الْبَرْدِ الْقَارِسِ وَالْجُوعِ وَالْمَرَضِ فِي حَلَبَ وَغَيْرِهَا مِنَ الْمُدُن ِالسُّورِيَّةِ وَالْيَمَنِيَّةِ: وَاَخِيراً هُنَاكَ شَكْوَى مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهَا: اِنَّ نِظَامَ بَشَّارِ الْاَسَدِ يَمْنَعُ الصَّلَاةَ فِي الدَّوَائِرِ الرَّسْمِيَّةِ وَالْعَسْكَرِيَّة: وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ هَذَا كَذِبٌ وَافْتِرَاءٌ عَلَى قَائِدِنَا بَشَّار: لَكِنْ اِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ بِالدَّلِيلِ الْقَاطِعِ: فَاِنَّنَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ نُفْتِي بِجَوَازِ الْخُرُوجِ عَلَى الْحَاكِمِ الشَّرْعِيِّ؟ مِنْ اَجْلِ قِتَالِهِ عَلَى كُلِّ شِبْرٍ مِنْ اَرْضِ اللهِ السُّورِيَّةِ اَوْ غَيْرِهَا: مِمَّا جَعَلَهُ اللهُ فِي الْاَرْضِ جَمِيعاً: بِمَا فِيهَا مِنَ الدَّوَائِرِ الرَّسْمِيَّةِ الْمَدَنِيَّةِ وَالْعَسْكَرِيَّةِ: مَسْجِداً وَطَهُوراً لِنَبِيِّهِ وَاُمَّتِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام: ونترك القلم الآن لمشايخنا المعارضين قائلين: نَقُولُ لِلْاِخْوَةِ الرُّوسِ وَالصِّيِنيِّينَ وَالْكُورِيِّينَ: سَتَتَغَيَّرُ حَيَاتُكُمْ اِلَى الْاَفْضَلِ: وَسَتَشْعُرُونَ اَنَّ لِلْحَيَاةِ طَعْماً سَعِيداً لَذِيذاً جَدِيداً مُخْتَلِفاً: فِي الطَّعَامِ: وَفِي الشَّرَابِ: وَفِي اللِّبَاسِ: وَفِي الْعَادَاتِ وَالتَّقَالِيدِ: بِوُجُودِ الْاَصَالَةِ الْحَلَبِيَّةِ فِي بِلَادِكُمْ: هَذِهِ الْاَصَالَةُ الْكَرِيمَةُ الَّتِي لَمْ يَعْرِفْ لَهَا التَّارِيخُ مَثِيلاً فِي الزِّرَاعَةِ: وَالصِّنَاعَةِ: وَالتِّجَارَةِ: بَلْ وَفِي جَمِيعِ مَجَالَاتِ الْحَيَاةِ: وَسَيَفْتَحُ اللهُ عَلَيْكُمْ مِنْ اَبْوَابِ الرِّزْقِ الْوَاسِعَةِ بِوُجُودِ هَؤُلَاءِ الْحَلَبِيِّينَ: بَلْ اِنَّ مَدِينَةَ اسْتَانْبُولِ التُّرْكِيَّةَ لَمْ تَكُنْ لِتَكُونَ بِهَذَا الْجَمَالِ وَالرَّوْعَةِ وَالاِزْدِهَارِ وَالْحَضَارَةِ عَبْرَ التَّارِيخِ لَوْلَا وُجُودُ اَمْهَرِ الصُّنَّاعِ وَالْبَنَّائِينَ الْحَلَبِيِّينَ الَّذِينَ سَنَفْتَقِدُهُمْ كَثِيراً فِي اَيَّامِنَا: وَسَنَشْعُرُ بِحُزْنٍ عَمِيقٍ وَلَوْعَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا عَلَى فِرَاقِهِمْ: فَاسْتَوْصُوا بِهِمْ خَيْراً اَيُّهَا الْاِخْوَةُ فِي الْاِنْسَانِيَّةِ: فَنَحْنُ جَمِيعاً اَوْلَادُ آَدَمَ وَحَوَّاء: بَعْدَ ذَلِكَ اَيُّهَا الْاِخْوَة: نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اِلَى الْمُعَارَضَةِ السُّورِيَّةِ: بِقَبُولِ الْعَرْضِ الَّذِي تَقَدَّمَ بِهِ النِّظَامُ الْمُجْرِمُ: وَلَكِنْ فِي بَلَدٍ آَخَرَ تَخْتَارُونَهُ اَنْتُمْ؟ لِنَرَى مَنْ هُوَ جَدِيرٌ مِنْكُمْ اَوْ مِنْهُمْ بِالنُّجُومِيَّةِ فِي كُرَةِ الْقَدَمِ: وَلِنَكْسِرَ غُرُورَ النِّظَامِ الْمُجْرِمِ بِنُجُومِيَّةِ الْمُوَالِينَ لَهُ: ثُمَّ نُوَجِّهُ خِطَابَنَا اَخِيراً اِلَى الرَّاْيِ الْعَامِّ الْعَالَمِيِّ وَنَقُولُ: لَاتَنَاقُضَ فِي تَصْرِيحَاتِ مُوسْكُو: لِاَنَّ مَنْ يَقُومُ بِقَصْفِ حَلَبَ: هُمْ اِيرَانِيُّونَ: وَلَيْسُوا رُوساً: وَلَكِنَّهُمْ يَخْتَبِؤُونَ وَرَاءَ الرُّوسِ؟ مِنْ اَجْلِ تَخْفِيفِ حِدَّةِ الِاحْتِقَانِ الطَّائِفِيِّ ضِدَّ اِيرَانَ فِي جَمِيعِ اَنْحَاءِ الْعَالَمِ: وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين